Saturday, June 30, 2007

هدية ... فى عيد ميلادى

الثلاثون من يونيه
يوم مثل كل الأيام
يوم عيد ميلادى
وحتى هذا لا يعد سبباً كافياً ليجعله يوماً مميزاً
أقضيه كبقية الأيام
قد أتوقف قليلاً فانظر لما كان من حياتى الماضية
واتساءل عما تراه يصير بحياتى القادمة
ثم إن اليوم ينتهى كما بدأ
كما يبدأ وينتهى أى يوم
وكل يوم
قليل من الشجن وكثير من الأمل
أمل فى غدٍ أفضل
فى شعور أفضل
فى "أنا" أفضل

لكن الثلاثون من يونيه هذا العام كان مختلفاً عن كل عام ... برغم من بدايته الأكثر من عادية ... بل برغم من بدايته السيئة نسبياً ... فقد خرجت من المنزل ومقصدى الأكاديمية ... فقد استعوضت الله فى يوم هادىء والاحتفال بعيد ميلادى مقابل قضاء اليوم باكمله فى تلقى المحاضرات ... أدرت محرك السيارة ... لا شىء ... اختارت سيارتى العزيزة يوم رائع لتضرب عن العمل ... قضيت نصف ساعة فى محاولات عقيمة لإدارتها حتى فقدت الأمل فتوجهت إلى ناصية الشارع لآخذ تاكسى ... طريق طويل من مدينة نصر إلى المهندسين ... الحرارة مرتفعة ونوافذ التاكسى لا تسمح بدخول هواء كافى ... ظننت انه بوصولى إلى الأكاديمية تنتهى المعاناة ... لكنى استيقظت من أحلامى على صوت فرملة قوية مع اندفاعى إلى الأمام ثم إلى الخلف مع اصطدام التاكسى بتاكسى آخر ظهر بالعرض أمامنا فجأة ... نزل السائق متجهم الوجه ... مصدوم ... إلا أنه – ولله الحمد – خيب توقعاتى فلم يتشاجر مع السائق الآخر ... ولكنه مضى يتفحص مقدمة سيارته بضيق شديد مما أنبأنى بفداحة خسارته ... أيقنت أنه لن يكمل بى مشوارى ... و على العموم كنت على مسافة قريبة من مقصدى فترجلت ونقدته أجره الذى كنت اتفقت معه عليه قبل الركوب وبالرغم من كونه أكثر مما يستحقه المشوار إلا أنى دفعته عن طيب خاطر تعاطفاً مع ما أبتلى به من خسارة ..

مضى اليوم الأكاديمى كالمعتاد ... بثقله وسخافته وصعوبته ... وخرجت من الأكاديمية وقد خيم الليل ... قررت أن استقل المواصلات العامة بدلا من التاكسى ... أحياناً أشعرباستعداد نفسى كبير للتحرك بالمواصلات العامة – أعنى الأتوبيسات - ... التواجد وسط الطبقات الكادحة التى اتخذت من هذه المركبات وطناً ... وطناً ليس بأحسن حالاً من هذا الوطن ...يدعونى إلى التأمل ... وراء كل وجه قصة شقاء وألم ... لا أعرف هل هذا الوجه استسلم لضغط الأوضاع السيئة لأيامه المتشابهة أم تعلو ذاك الوجه لمحة أمل فى مستقبل أفضل للطفل الذى يضمه اليه؟

ركبت مينى باص متوجه إلى رمسيس ... علبة سردين مكدسة بالبشر ... لا أحد يتأفف ... لا أحد يبدى إمتعاضه ... حقيبتى الكبيرة تخبط هذا فى كتفه ... وأدوس بالرغم عنى على قدم تلك ... لا أحد يتأفف ... لا أحد يبدى إمتعاضه ... فكلنا فى علبة السردين سوياً ... تزيح قدمك لتسمح لأحدهم بوضع قدمه ... أحدهم يحرك يديه مفسحاً لك رقعة من سطح الكرسى لتتخذها مسنداُ ... حوار صامت من الايماءات ... أنا أتفهم موقفك ... لم يحدث شىء ... ضع يدك هنا ... حوار صامت مضمونه بسيط : كلنا نعانى ... لذا فكلنا نتحمل ونتحامل على بعض.
أنزل فى رمسيس ... أقف برهة قليلة من الوقت ثم ما يلبث الباص المتوجه إلى مدينة نصر أن يصل ... على عكس الباص السابق ... لا أحد يقف ... وهناك مكان فارغ بين شابين على الكنبة الخلفية ... جلسة غير مريحة إطلاقاً ... هناك سيدة تجلس فى طرف الكنبة ومعها بنت وولد دون العاشرة ... وبنت أخرى أكبر منهما ببضع سنين ... كانت تقطع التذاكر عند صعودى ثم عادت إلى أمها تخبرها أن سعر التذكرة موحد – يبدو أن الأم أرادت أن تقطع نصف تذكرة للطفلين - ... نظرت إلى التذكرة فى يدى ... 110 قرش ... ما هذه السخافة؟ لماذا 10 قروش فوق الجنيه؟ أظن ما عاد هناك أحد يحمل هذه الفئة بعد! ... ثم أن ليس لها قيمة ... وفى الغالب ستجد أن السائق لا يملك "فكة" فتصير 125 قرش ... 15 قرش تبرع من المواطن لشركة النقل! ...
نزل راكبين من مقدمة العربة فجلست الفتاة – قاطعة التذاكر – على أحد الكرسيين ... انتهزت الفرصة لأتخلص من جلستى الغير مريحة وانتقلت بجانب الفتاة

مضت فترة طويلة ثم التفتت الفتاة إلىّ وسألت بصوت واثق يتعدى سنوات عمرها: "من فضلك, فاضل قد ايه على مكرم عبيد؟" ... نظرت فى ساعتى ... "حوالى تلت ساعة" ... ثم فكرت ان ألاطفها فابتسمت مضيفة "وراكى ميعاد؟" ... قالت بنفس الثقة السابقة لسنها "لازم اتصل أصحّى بابا ... عنده شغل" ... ابتسمت وأدرت وجهى معلنة نهاية الحديث ... لكنها استمرت "حضرتك اسمك ايه؟" ... رغم اندهاشى لجرأتها إلا أن شىء ما فيها جعلى أرغب فى مواصلة الحديث ... ربما هى عينيها البراقتين اللتان تفيضان ذكاءاً لا تدل عليه قلة حجمها ولا صغر سنها وخاصة ليس مستواها الاجتماعى ... أعطيتها الاسم وسألتها بالمثل ... "وفاء ... وبيقولولى بسنت" ... رأت نظرة التعجب فى عينى من مدى التباعد بين الاسمين فأومأت برأسها متفهمة وهمت بالايضاح ... لكنى بادرتها "حد كان عايز يسميكى وفاء وحد تانى كان عايز بسنت؟ " ... هزت رأسها موافقة ... ابتسمت وقلت مداعبة "ومين اللى كسب فى الآخر؟ بابا وللا ماما؟" ... ابتسمت ابتسامة وقورة تليق بنضوج عقلها الواضح وقالت "بابا" ... سكتنا فترة ثم فاجأتنى "الحكزمة دى مبهدلة قوى" ... قلت باستغراب "ليه بتقولى كده؟" ... "باعوا كل حاجة للشركات الأجنبية ... كل المواصلات ... واحنا اللى تعبانين فى كل ده" ... تذكرت التذكرة ذات ال 110 قرش ... أكملت بلهجة من يعى فعلاًََ ما يقول "زمان مكناش كده ... حتى الفول والطعمية ... الفول كان بتعريفة ... شوفى دلوقتى بقى بكام ... القمح كنا بنزرعه ... دلوقتى ما بنزرعش حاجة ... بنستورد قمح من بره" ... كانت صورتى الآن كما فى أفلام توم وجيرى ... عيناى جاحظتان قد خرجتا من مقلتيهما وأذناى كبرتا وتحولتا إلى سماعتين على شكل بوقين كبار وتدلى لسانى كالسجادة على الأرض ... داريت هذا كله فى عقلى الباطن وسألتها "انتى فى سنة كام؟" ... "أولى إعدادى" ... ردت لى السؤال "انتى جاية من الجامعة؟" ... "ايوه ... انتى بقى ساكنة فى مدينة نصر؟" .. "لا أنا مش من هنا خالص ... من الجيزة ... لكن جاية هنا زيارة" ... "منين من الجيزة؟" ... "حتة اسمها الصفط" ... تعرفت على الاسم ... منطقة من عشوائيات الجيزة ... تعجبت من وعيها ونضوجها برغم من تواضع حالها ... رغبت أن اتعرف عليها أكثر ... تذكرت أمراُ فسألتها "وعايزة تصحى باباكى ليه؟" ... "عشان يلحق شغله ... بيشتغل فى هيلتون" ... توقعت أن يكون بواب أو عامل نظافة ... إلا أنها أنبأتنى بشىء من الفخر "شيف" ... داعبتها "ياااه ... مش باين عليكى الأكل يعنى! بابا مش بيعملكوا أكل وللا ايه " ... هزت رأسها بالنفى بشىء من الشمم وبلهجة من يطلع طفل صغير على حقيقة خفية "لاااا ... إحنا صعايدة" ... "آه ... يعنى الراجل ميطبخش؟ ... طب ماما بتطبخ حلو زى بابا؟" ... "هزت رأسها مرة أخرى نافية بابتسامة "لا ... بابا ده درجة أولى" ... أعجبنى حبها الواضح لوالدها واعتزازها به وافتخارها بمهنته ... سألتها "وانتى بقى عايزة تبقى ايه لما تكبرى؟" ... نظرت إلى الأسفل بنوع من الخجل وقالت "هتقولى عليا بحلم" ... قلت مطمئنة "ليه؟ كل شىء جايز ... مين عارف!" ... فأكملت "أنا صوتى حلو .. مش أغانى وكلام من ده .. لأ ... بحب أقرأ قرآن ... بالذات سورة مريم ... أصل أنا ليا خال اسمه رجب .. كان عايش فى السعودية فترة ... وصوته جميل قوى ... لما يقرا تحسى البيت بيتهز كده من جمال صوته ... بالذات سورة مريم وسورة يوسف ... أنا بقى عايزة أبقى عالمة دين وعالمة فضاء فى نفس الوقت" ... برغم من ان كلامها يبدو ساذجاً إلا أنى تمنيت من كل قلبى أن أراها يوماً كذلك ...
سألتنى عن مجال دراستى ... وجدت صعوبة شديدة فى شرح معنى "برمجة" لها ... قالت ببراءة "يعنى زى المذيعين؟" ... ضحكت وسألتها "استخدمتى كمبيوتر قبل كده؟" ... وشعرت بالخجل عندما رأيت لمحة الحزن وتعبير وجه يقول "منين؟"! ... فأردفت بسرعة "مش عندكو فى المدرسة كمبيوتر؟" ... لم تتغير لمحة الخيبة فى وجهها وهى تقول "آه ... بس همّا مهملين فينا قوى فى المدرسة ... مبيدوناش حاجة" ... ثم انطلقت قائلة "أنا باخد دروس فى كل المواد ... ما عدا الانجليزى ... نفسى اتعلمه ... بقراه لكن مبفهمش حاجة ... نفسى حد يعلمنى لكن كله عايز فلوس ... كل اللى يهمهم فى المدرسة الفلوس الفلوس" ... لم أستطع أن أرد عليها ... لكنها أعفتنى بسؤالها "انتى معاكى لغات؟ " ... "آه ... انجليزى" ... "طب تعرفى تعلميه؟" ... شعرت انها تريدنى ان أعلمها ... لكن هذا مستحيل .. ان لم يكن لعدم قدرتى على التدريس وانشغالى الدائم فلأننا نعيش فى عالمين بعيدين كل البعد وصعب أن نتلاقى ... لكنى وودت جدياً أن أساعدها ... قلت لها "تعرفى ... فى المدرسة ناس كتير كانوا ضعاف فى الانجليزى رغم اننا كنا مدرسة لغات ... عشان كانوا بيكرهوا المادة ... لكن أنا كنت بحبها ... كنت أجيب قصص وأقعد أحاول أقراها .. أجيب قاموس وأحاول أفهم معانى الكلمات" ... فوجئت بها تسأل "يعنى ايه قاموس؟" ... برغم خيبة أملى ... ليس فيها ... بل فى نظام تعليمى غير عادل ... يصعب فيه على أمثالها ممن يرغبون حقاً فى العلم أن يحصلوا عليه لا لشىء إلا أنهم ولدوا فقراء ... داريت خيبة أملى عنها وشرحت لها معنى "قاموس" ... قلت لها "هاجيبلك قصص صغيرة وقاموس ... حاولى ... وإنتى وشطارتك ... مفيش حاجة صعبة طالما بنحبها وعايزينها" ... كلام إنشاء؟ لا ... رغبت أن أعطيها أمل ... أن أحثها على أن تصنع نفسها بنفسها ... أعرف أنها مميزة ... وتمتلك قدرة خاصة ... وددت لو طالت جلستنا وتكلمت معها أكثر ... لكن محطتى اقتربت ... أخرجت ورقة وقلم وبسرعة خطيت عليها رقم تليفونى واسمى وقلت لها "كلمينى كمان كام يوما ونتفق أوصلك الكتب إزاى" ... نزلت من الباص وعلى وجهى ابتسامة عريضة ...
كم أتمنى ان تكلمنى فعلاً

هذه الحادثة البسيطة ... لقائنا ... كان أجمل هدية تلقيتها يوماً فى عيد ميلادى ... غير أن عدداً آخر من الأحداث كان ينتظرنى هذه الليلة أدخل سعادة شديدة على قلبى ايضاً

أولهم كان مكالمة هاتفية من صديقتى العزيزة المغتربة فى أمريكا ... كنت أعرف انها ستتذكر عيد ميلادى فهو يوافق عيد ميلاد والدتها ايضا ... فكنت أنتظر اتصالها ... إلا ان ذلك لم يقلل أبداً من مدى سعادتى بسماع صوتها فى هذا اليوم ... كل سنة وانتى معانا فى مصر ان شاء الله

الحادث الثانى كان أغنية تلقيتها على المحمول وأنا فى الباص اياه .. أغنية "عقبالك يوم ميلادك" بصوت عبد الحليم ... أغنية راقية من زمن الفن الجميل تليق بالذوق الراقى المرهف لمرسلتها
Yomnita mi amor, te quiero mucho … tu es muy simpatica :)

الحادث الثالث ... والذى حرك مشاعرى بشدة ... كان عندما رن جرس الباب فى الحادية عشر مساءاً وفتحته لأجد اثنتين من صديقاتى لم أرهما منذ زمن ... انشغلنا كل فى عملها حتى اقتصرت علاقتنا على مكالمة تليفونية ربما كل بضعة أشهر ... وهناك أصدقاء تبقى فى القلب مهما كان الفراق والبعد الزمنى أو المكانى ... حتى لو انقطع السؤال ... هناك جزء منك يعرف بيقين تام أن الآخر يفتقده ويحمل ذكريات كثيرة عنك فى قلبه ايضاً ... وجدتهما تحملان باقة جميلة من الزهورومعها كارت صغير رقيق الكلمات على الرغم من بساطتها .. "كل سنة وأنت أجمل شيرين فى الدنيا كلها ... وحشتينا قوى"

حان وقت النوم الآن
أنام وأنا راضية
الحمد لله على كل نعمه
العيشة المنعمة
الأكل والملبس والمسكن
السيارة والتكييف والدش واللاب توب والموبايل
فغيرى لا يملك 110 قروش
ليذهب إلى عمله فى باص مكدس وجو خانق

أنام وأنا أحلم بوفاء/بسنت
ترى هل أراها يوماً فى التليفزيون
عالمة فضاء تتحدث الانجليزية بطلاقة؟

أنام وأنا راضية
الحمد لله على نعمة الأصدقاء
أصدقاء يتذكروننى لو انشغلت عنهم
يثقون فىّ ولوبعدت عنهم
يعطوننى الكثير ولو أعطيتهم القليل
وأهم من ذلك كله
يتقبلوننى كما أنا
ولأنى أنا
وهو شىء ليصعب
حتى علىّ أنا

Friday, June 29, 2007

بنت من شبرا - الجزء الثانى

طول عمرى عندى ولع خاص بتاريخ الجغرافيا ... أو جغرافية التاريخ ... القصص اللى ورا الأماكن ... قصص ناس عاشت فى البيوت والشوارع والمحلات ... أكيد سابت بصمات ... جزء ليس بيسير من ذكرياتها متعلق زى ذرات الغبار على سطح الأماكن دى ...

وفيما يلى مجموعة خواطر
عن أماكن وأشخاص
شوارع وحواديت
ناس عشت وسطهم
وعاشوا جوايا
حياتهم نفسها
شكلتنى
لونتنى
خلتنى أنا

أتكلم عن شبرا
مسقط رأسى ومهد طفولتى وملعب صباى
لقطات أراها فى خيالى بالأبيض والأسود
زى أفلام الستينات
زى صور أبى وأمى فى شبابهم
ومع ذلك فهى لقطات لها لون وطعم ورائحة
لقطات من زمن تانى
بحس أنه زمن واحدة تانية مش أنا


شبرا ... يعنى سينما شبرا بالاس اللى لسه عليها أفيش آخر فيلم عرضته قبل ما تقفل ... كما هو واضح فى الصورة ... أفتكر وأنا صغيرة كانت دايما تعرض أفلام أميتاب باتشان ... ومرة سمعت نبيلة عبيد بتحكى عن طفولتها فى البيت المجاور لسينما شبرا بالاس ... بتقول كانت تقف فى البلكونة تتفرج على الأفلام فى الصيف ...
دلوقتى السينما مهجورة مش عارفة ليه ... غالبا عليها قضية كالمعتاد فى مثل هذه الحالات


شبرا يعنى عم حسنى الخردواتى اللى تحت بلكونتنا ... بسماجته المعهودة وابتسامته الصفراء المتزلفة ... وابنه أشرف اللى الحمد لله لم يرث عنه الصفات الغير حميدة دي ... كنت أنزل السبت وأفضل أنده "أشرررررف" لحد ميطلع من المحل "اتنين حاجة ساقعة" ... وساعات نكلمه فى التليفون لما سمعه يتقل وميعبرنيش ... كنت بقول ان ده كان محل خردواتى ... وكلمة خردواتى دى كلمة منقرضة ... أراهن ان محدش فى الجيل بتاعى ده سمع عنها ... الخردوات هو محل فى ظاهره مثل كشك السجاير ... حلويات وسجاير وحاجة ساقعة ... لكن فى باطنه هو محل "بتاع كله" ... يعنى لعب أطفال تلاقى ... شاى ... كبريت ... ورق تواليت ... حجارة قلم ... كراريس وأقلام ... كل ده فى محل 6*4 متر وللا حاجة! ... وفى فترة من الفترات ... أشرف قرر يوسع البيزنس بتاعه ... فاشترى ماكينة تصوير مستندات ... وقرر أنه يلزمنى أصور عنده كل ورق الدروس فى ثانوية عامة ... أنا وصحباتى كمان





... شبرا يعنى عم سيد بتاع القصب اللى على رصيف بيتنا ... وابنه اللى مربى دقنه شبرين ومقصر الجلابية تلات أشبار أقصر من مريلتى بتاعت حضانة, ودائم الشجار مع خلق الله



شبرا يعنى أسماك الدوران ... والعربات الفارهة ل"علية القوم" زى مبيقولوا اللى كانت تبتدى تزوره ابتداء من الواحدة بعد منتصف الليل ... حتى ان إحدى الإشاعات كانت بتقول ان رئيس مصر المقبل نفسه كان بيتعشى هناك!

شبرا يعنى سوق روض الفرج ... اللى تم تخليده إلى الأبد فى فيلم عادل إمام المشهور "سلام يا صاحبى" ... نقلوه من زمان سوق العبور ... ومفضلش منه دلوقتى غير بوابته الحمراء المميزة وتحولت بقية المنطقة إلى مركز ثقافى ومركز إطفاء وجنينة مقفولة ممنوع دخول المواطنين إليها حرصا على نظافتها!!!

شبرا يعنى قهوة سان ستيفانو اللى قبل سينما شبرا بالاس ... واللى واضح – لأنى مكنتش أوعى للموضوع يعنى – أن أبى العزيز كان مقيم فيها مع صديق طفولته عمو ألفونس اللى كان شكله بيفكرنى بالفنانين البوهيميين بسوالفه الطويلة والبيريه على دماغه زى موضة السبعينات ... بقول واضح ان أبويا كان ملازم القهوة كل ليلة لدرجة أن نوتة تليفونا كان فيها نمرة القهوة ... عشان أمى لما تحب تعملله – أبويا – استدعاء ... طبعا كان الموبايل ده خيال علمى وقتها ... والقهاوى فى شبرا دى بقى موضوع تانى ... شارع الترعة لوحده فيه ييجى 15 قهوة ... زمان كان بيقعد عليها الرجالة الكبار ... يدردشوا ويلعبوا طاولة مع كباية شاى ... زى بابا وعمو ألفونس كده ... لكن دلوقتى بقت مليانة شباب ... كل واحد قاعد وحاطط الببرونة اللى اسمها شيشة دى فى بقه وبيرضع ... حاجة تقرف!

شبرا يعنى مهنة منقرضة ... يمكن جيلنا ميعرفهاش قوى برضه ... اسمها "الرفا" ... والرفا هو راجل (غالبا كبير فى السن ولازم يكون لابس كعب كوباية) قاعد فى محل هو متر فى نص متر لا أكثر ... آسفة ... هو فى الحقيقة قاعد على كرسى خشب برة المتر فى نص ... لأن المساحة دى بتكون مليانة مجموعات مكدسة من الهدوم المتطبقة والمرصوصة كيفما اتفق فى أى مكان ممكن ... ومهمة الراجل ده بسيطة قوى ... انه "يرفى" أو "يخيط" الأجزاء المقطوعة أو المفتوقة من الهدوم ... والعجيب ان المهنة دى منتشرة بكثرة فى شبرا ... أم هى صدفة أن حوالين بيتى فقط أقدر أوريلك تلات محلات رفا مختلفة؟ ... وبالرغم من ان مهمة الرفا موجودة بشكل ضمنى فى محلات الخياطة لكن وجودها بالصورة المستقلة دى مشفتوش ابدا غير فى شبرا

شبرا يعنى شارع خلوصى (خلوصى بك) اللى فى يوم من الأيام كان شارع عادى ... مفيهوش غير كام محل ... منهم محل "تاتش" بتاع الهدايا اللى كنا بنجيب منه كل هدايا أعياد الميلاد فى المدرسة ... ومنهم محل ألبان الجامعة اللى كان بابا بيركن فى الشارع اللضيق اللى جنبه وينزل يجيبلنا كيلو اللبن المعتاد وعلب الزبادى وبرطمان العسل الأبيض ... ثم فجأة اصبح شارع خلوصى الشانزليزيه بتاع شبرا والمركز التجارى الأول بالمنطقة بمحلات الملابس الكبيرة زى "سانتا لوتشيا" و"راجز" ومحل "سرور" اللى كنا بنسميه "شرور" عشان أسعاره كانت مرتفعة .... طبعا دلوقتى الأذواق اختلفت وبقت الموديلات دى عجيبة ... بالنسبة لى على الأقل

شبرا يعنى أم أيمن بتاعت مشمش العمار – العمار دى بلد مشهورة بزراعة المشمش – أم أيمن كانت تقعد فى شارع شبرا على الرصيف اللى بعد شارعنا ... كانت فلاحة جميلة ... صبوحة الوجه شديدة البياض ... عيونها عسلية جميلة ... قد ايه فيه فلاحين فعلا جمال ... جمال ربانى زى مبيقولوا ... عمر ما دنسه مكياج ... وكانت صغيرة السن رغم ابنها اللى كان أصغر منى بحوالى 4 سنين كانت أمى تركب باص الشغل من على الناصية ... فتعدى فى طريقها على أم أيمن وتوصيها تبعت كام كيلو مشمش على البيت عشان تمارس – أى أمى – هوايتها المفضلة فى صنع مربى المشمش اللى غالبا كانت بتنتهى بالخزين أو بالتوزيع على بيوت العيلة أو الأصدقاء لاننا مش من هواة السكريات لدرجة استهلاك كل هذا الكم السنوى المهول من المربى .... ومن نوع واحد كمان



شبرا يعنى شارع الدرمللى ... اللى فيه عم يوسف البقال ... الذى تحول وجهه الهادىء المهذب إلى صورة معلقة بشريط أسود فى محل البقالة اللى واقف فيه دلوقتى ابنه الأكبر الذى يحمل كثير من صفاته الهادئة الراقية ... كنت لما ماما متعمليش سندوتشات الصبح أعدى عليه يعمللى سندوتش لانشون وسندوتش جبنة ... يلفهم فى ورق جرنال ... بس أنا كنت بجيب معايا كيس أحطهم فيه وأرمى الجرايد ... كنت إنفة شوية بغض النظر عن أكلى من الشارع!

وفى الشارع اللى بعده على طول كان منافس عم يوسف هو عياد البقال ... كانت ماما بتفضل جبنته عن جبنة عم يوسف ... ودايما رحلة بابا لشراء البقالة كل يومين يرجع من عنده متغاظ من عياد ... أصله كان سمج ودايما عايز يديك الحاجة زيادة بالعافية ... تقولوا ربع يقولك خليها نص ... تقوله واحدة يقولك خليها اتنين ... ده غير انه على طول زحمة وبطىء ... لما كبرت شوية كنت بتعازم أنا وبابا مين فينا ينزل يجيب العشا من عياد



شبرا يعنى شارع الترعة ... محطة العطار حيث كشك الجرايد الذى كان يمدنا بمجلتى نصف الدنيا والشباب ... ومجلات ميكى وسوبر ميكى – فضلت أشتريهم لغاية الكلية –
شارع الترعة اللى فيه أسواق الشريف للبلاستيك – مصدر أطباق الغسيل وكراسى البلكونة فى بيتنا العامر – ومحل ميكى ماوس لتأجير الفيديو قبل أن نعرف الكمبيوتر والدى فى دى ... كنت بطلع عين صاحب المحل لأنى باخد ييجى نص ساعة كل مرة على ماختار فيلم يعجبنى ... كان دايما يقول لبابا "شيرين دى دماغ" ... يعنى كان ليا ذوق معين صعب إرضائى ... ولا زلت الحقيقة

شبرا يعنى النفق ... كما فى المثل "فاتح بقه زى نفق شبرا" ... يمكن محدش سمع المثل ده قبل كده لأنى أعتقد انه من اختراع أبى ... وقبل النفق على ايدك الشمال محل ناف ناف ... كان أيام العز – قبل ميبقى زى "باتا" بتاع الأحذية كده دلوقتى – مصدر ملابسى الصيفية كلها تقريبا هو و"بنتون" ... التى شيرتات القطن على الشورت الطويل تحت الركبة ( أو هو بنطلون قصير زى البنتاكور بتاع اليومين دول ... حسب وجهة نظرك للموضوع) ... فاكرة ان كان عندى واحد أخضر وواحد بينك ... أكيد شكلى كان جدير بالسيرك القومى ... بس نقول ايه ... جيل أواخر التمانينات بقى! ... ليه كانوا بيعملوا فينا كده؟ حسبى الله!

المهم, على ناصية شارع شبرا قبل النفق بالظبط فيه عمارة متداعية ... هى معجزة معمارية فى حد ذاتها نظرا لبقائها بالشموخ ده فى حالتها! وفى أول دور منها شقة متهالكة هى مقر معهد الموسيقى العربية قسم الدراسات الحرة حيث كنت أتلقى دروس الجيتار لمدة سنتين وأنا فى ثانوى ... ولا عزاء لوزارة الثقافى اللى حولت مقر المعهد الأصلى فى شارع رمسيس إلى متحف موسيقى فيه فستان أم كلثوم ونضارة حكيم العيون عبد الوهاب ... يا فرحتى!
شبرا يعنى جزيرة بدران ... على الناحية التانية وقبل النفق على طول برضه ... مسقط رأس أمى وخالاتى وخالى ... حيث بيت جدتى القديم وجيرانهم اللى لسه عايشين هناك لحد دلوقتى ... جزيرة بدران منطقة يصعب سير السيارات فيها من كتر الحفر والتكسير فى شوارعها ... من أول ما عرفتها لحد ما سبتها كان دايما فيه حفر وتنقيب عن شىء ما لا أدرى – ولا أعتقد أحد يدرى – ما هو

البقية فى الحلقة القادمة بإذن الله
ملحوظة: أعتذر عن عدم جودة الصور ... فأنت مع الكاميرا فى شوارع شبرا كاللص ...تختلس الصور إختلاساً ... فقد تتعرض للمسألة القانونية ... اشتباه فى الجاسوسية ... بل ان هذا قد حدث بالفعل ... فى صورة البوست اللى فات لكشرى عرفة جاء أحد عساكر الأمن ينظر لى بتوجس وريبة "فيه حاجة بخصوص التصوير؟" ... قلت "لأ .. هوه ممنوع" ... قال "لأ .. ومضى مستغربا متوجسا

Tuesday, June 26, 2007

بنت من شبرا - الجزء الأول

طول عمرى عندى ولع خاص بتاريخ الجغرافيا ... أو جغرافية التاريخ

القصص اللى ورا الأماكن

قصص ناس عاشت فى البيوت والشوارع والمحلات

أكيد سابت بصمات

جزء ليس بيسير من ذكرياتها متعلق زى ذرات الغبار على سطح الأماكن دى


وفيما يلى مجموعة خواطر
عن أماكن وأشخاص
شوارع وحواديت
ناس عشت وسطهم
وعاشوا جوايا
حياتهم نفسها
شكلتنى
لونتنى
خلتنى أنا

أتكلم عن شبرا
مسقط رأسى ومهد طفولتى وملعب صباى
لقطات أراها فى خيالى بالأبيض والأسود
زى أفلام الستينات
زى صور أبى وأمى فى شبابهم
ومع ذلك فهى لقطات لها لون وطعم ورائحة
لقطات من زمن تانى
بحس أنه زمن واحدة تانية مش أنا

ابتدى منين الكلام عن شبرا؟
شبرا دى جمهورية لوحدها ... محافظة جوة محافظة القاهرة
مجموعة من الدويلات الصغيرة ... بيربطهم ببعض شارعين طواااااال قوى ... كل واحد فيهم اتجاه واحد .. شارع شبرا للخروج حتى النفق ... وشارع الترعة (الترعة البولاقية) للدخول حتى ما بعد ميدان فكتوريا


وشبرا يعنى بيوت قديمة ... فيها عراقة وأصالة تحسسك بالحنين لأيام عدت وناس غابت
بلكوناتها ذات الأسور الحديدية المتداخلة وسقف أرضياتها المزخرفة بعناية ... وشبابيكها من ذوات الشيش العريض المرتفع ... وسلالمها ذات الأسوار الحديدية ايضاً والدرابزين الخشبى ... والتيجان الزخرفية على قمة كل عمارة ... لو كنت شفت فيلم "أحلى الأوقات" هتعرف أنا بتكلم عن ايه


البيوت دى كان منها كتير فيلات قديمة, تم تحويلها إلى عمارات صغيرة من قبل الورثة ... ورثة بشوات وبكوات وأجانب ... بابا بيحكيلى ان شبرا زمان كانت أكثرها فيلات وقصور وجناين

شبرا يعنى بيت من تلك البيوت... بيتى ... فى شارع مسرة ... واحد من الشوارع الكبيرة المتفرعة من شارع شبرا ... يمتد غرباً حتى الكورنيش ... مروراً بسوق روض الفرج الشهير – سابقاً ... بيتنا فيه عشر طوابق ... كل دور شقتين ... كل شهر الخواجة أرنست – وهو لبنانى الأصل لكن كل الناس بتقوله "خواجة" – كان يبعت المحامى يلم الإيجارات ... حوالى خمستاشر جنيه من كل شقة ... بابا لما اتجوز كان مرتبه حوالى ستين جنيه .... أحسب أنت النسبة وأنت تعرف قيمة الشقة ... آه ه ه ه ... والشقة .... يا سيدى ع الشقة ... أربع حجرات وصالة ... "يرمح فيهم الخيل" زى مبيقولوا ... يعنى بمقاييس زماننا ده تبقى بالظبط فيلا محندقة


شبرا يعنى ذكريات طفيفة عن المترو القديم ... الترمواى طبقا للهجة المحلية أو الترام طبقا للهجة الإسكندرانية ... كان بيمشى فى شارع شبرا عكس اتجاه السيارات ... وكانت أمى تاخدنى من ايدى وأنا لسه فى حضانة ونركب فى عربة من العربات المتأرجحة البطيئة ... كنت أحب قوى أمسك فى العامود وسط العربة وأبص من الباب المفتوح على العربيات اللى ماشية عكسنا ... دلوقتى بقيت حاسة ان حياتى نفسها هى الترام ده ... ماسكة فيه وماشية عكس الناس كلها! ... المهم ... أنزل مع أمى فى محطة الدوران عشان أروح مدرستى ... نمشى فى الشارع الصغير اللى جنب سور المدرسة ... بيسموه شارع المصطوصف ... كلمة غريبة ... المصطوصف شىء زى العيادات الخارجية فى المستشفيات ... مجموعة من العيادات لتخصصات مختلفة ... لكن المصطوصف كلمة يظهر انها مقصورة على عيادات الناس الغلابة ... والمصطوصف ده كانت عملاه مدرستى ... كانت بتديره الراهبات ... خدمة مجتمع للناس الغلابة ...

شبرا يعنى مدرسة الراعى الصالح ... مدرستى ... وبناتها باليونيفورم المميز ... جيبة كحلى وقميص أبيض وكرافتة حمرا ... اللى كان بيخللى بنات شبرا الثانوية والمدارس المجاورة يبصولنا بمزيج من الحقد والغيرة بجيباتنا العايقة اللى فوق الركبة واللى كانت بتخللى أولاد شبرا الإعدادية والتوفيقية الثانوية وغيرهم يزفونا معاكسات فى الطريق من البيت للمدرسة وبالعكس ... وراهبات الراعى الصالح بزيهم المميز ايضا اللى شبه الدريل الكحلى وغطاء الرأس الكحلى

شبرا يعنى شارع طوسون ... طوسون ده كان باشا طبعا ... على الناصية سوبر ماركت النيل 2000 اللى محدش بيدخله ... وكاربت سيتى ... وتمشى لنص شارع طوسون تلاقى بتاع الرقاق ...الملفوف فى ورق بنى زى اللى كنت بجلد بيه كراساتى زمان ... اللى بابا كان بيجبلنا منه كام لفة كده فى رمضان عشان صوانى الرقاق باللحمة المفرومة وأكلتى المفضلة: الرقاق باللبن :) ... وشارع طوسون ده كان لازم نعديه بالعرض كل يوم وبابا موصلنى المدرسة بالعربية لأن شارع شبرا كان اتجاه واحد فكان لازم "نخرم" من ورا ونطلع من الشارع اللى على ناصيته بنك مصر وكشرى عرفة قدام المدرسة على طول


شبرا يعنى كشرى عرفة قصاد مدرستى ... واللى شهدت لنا الدفعات الأصغر مننا كلها بالتفوق والريادة فى تحدى مبادىء وآداب مدارس الراهبات المعهود – على الأقل وقتها كان معهود – يوم ان طلبنا "هوم دليفرى" وقت البريك ل 10 علب كشرى بالدقة! ... وكشك الحاجة الساقعة اللى جنب كشرى عرفة ... اللى عنده جميع أنواع المياه الغازية والعصائر حتى اللى شركاتها غالبا فلست وقفلت من 50 سنة ...حتى قزايز ال"سبيرو سباتس" بعلامة الدبانة اللى كانت بتظهر فى أفلام الأبيض وأسود ... لونها أحمر قانى ... تحس بعد متشربها انك واكل ولادك عالغدا ... يعععععععع !

شبرا يعنى شارع بديع ... وهو عبارة عن سوق خضار عشوائى ... مجرد تجمعات متناثرة من باعة الخضار والفاكهة ... وبسببهم من العسير مرور السيارات ودائما هناك أزمات مرورية ... وبتتفرع من شارع بديع حارة صغيرة فيها ميكانيكى الفولكس اللى كنت باروح مع بابا عنده عشان يصلح عربيته الفولكس ... بابا طول عمره كان "ركّيب" بيتلز ... يبيع واحدة ويشترى غيرها .. عدّى عليه حوالى 15 عربية بيتلز ... من موديل 51 لحد 74 ... عشان كده كان مبسوط قوى لما كبرت ودخلت الجامعة وجه وقت تنفيذ وعده ليه بعربية صغيرة فطلبت منه بيتلز ... فأصبح عم حامد- الحرامى زى ما بابا بيقول – هو الميكانيكى بتاعى بعد ما بابا اعتزل البيتلز وخضع لإلحاحات أمى بإقتناء سيارة حديثة ... والاستعاضة عن تكييف البيتلز المتمثل فى الشبك الصغير المثلث فى طرف نافذتها بتكييف حقيقى يعمل بالفريون وليس حسب هوا ربنا ... وبتتفرع من شارع بديع حارة صغيرة تانية فيها فرن العيش ... كشك أخضر كان بابا ساعات يعدى عليه لما الكسك بتاع شارع شيكولانى يكون قافل أو شطب العيش ...

شبرا يعنى شارع شيكولانى (اسمه كمان كتشنر - اسم انجليزى لشخص ما - أو شارع المستشفى) ... تلاحظ ان معظم أسماء الشوارع فى شبرا ليها طابع أجنبى ... بابا بيحكيلى انها زمان كانت مليانة جريج - يونانيين يعنى - وأرمن ويهود ... وشارع شيكولانى – ساعات بينطقوه شوكالانى – هو شارع كبير بيقطع شارع الترعة بالعرض عند البنزينة ويكمل حتى المستشفى ... الشارع ده زمان كان أميز حتة فيه عند فرن العيش اللى الناس كانت تقف عليه طوابير طويلة طلبا للعيش البلدى السخن الطازة ... قبل ما نعرف العيش الشامى والريتش بيك ! ... وقريب من الفرن كانت المطحنة اللى أمى كانت تطحن فيها السكر ... وفى أول الشارع من ناحية شارع شبرا مكتبة صغيرة كنت باشترى منها فى طفولتى قصص المكتبة الخضراء (لسه فاكرة شكل غلاف قصة الحصان الطائر) وفى سن أصغر كان بابا يشترى لى القصص الصغيرة ذات الغلاف الأحمر والخط العريض أم ربع جنيه ... وكان عشان يشجعنى على القراية يقوللى "لو قريتى القصة كلها وحكيتيهالى هزودلك المصروف" ... أو كان يوعدنى بقصص أكتر .... وهكذا ... ولما كبرت شوية كنت أشترى من نفس المكتبة قصص رجل المستحيل وملف المستقبل

...


البقية فى الحلقة القادمة إن شاء الله

Tuesday, June 19, 2007

كلمات هاربة من صفحة مطوية

أحببتك ولم أعرف لماذا؟
فقدتك ولم أعرف كيف؟
تركتك ولم أعرف إلى أين؟
نسيتك ولم أعرف متى؟
تعب لسانى من السؤال
عقلى كلّ من البحث
ومازال قلبى ينتظر الإجابة

----------------

أفهم اننا بشر
وأنه ليس لنا يدٌ فى القدر
ولكن ما لا أفهمه هو
كيف سمحت لك
أن تضييع وقتى هدر

---------------

كتبى عندك لم تزل
صورى عندك لم تزل
أشياء كثيرة
جدٌ صغيرة
عندك لم تزل
وأنا ما عندى سوى
ذكرى
وأمل

----------------

هناك خط رفيع بين العناد والغباء
وهو نفس الخط الذى يفصل بينى وبينك

----------------

Monday, June 18, 2007

غريبة

ساعات بحس إنى غريبة
عايشة فى بلد غريبة عنى
حافظة شوارعها وحواريها
شارع شارع
وحارة حارة
لكن مش عارفاها
أبص فى وشوش الناس
كلها شبه بعض
كلها تعبانة ومكبوتة
وطهقانة حتى منى
عيونهم فاضية ... زى أرواحهم
لو كلمت حد فيهم
يرجع لى الصدى
بيخبط ويتردد فى فراغ عقولهم
وحيدة أنا
وسط ملايين البشر
همومهم وأحلامهم
إختلافاتهم وعيوبهم
كلها سجن
لف قضبانه حواليا
مبقتش عارفة اهرب منه
كل يوم السور بيعلى
كل يوم حجمى يصغر
والمسافة بينى وبين البشر بتكبر
صوتى مش واصلهم؟
وللا كتر السكوت صم ودنهم؟
ماعادوش يسمعوا
ولو سمعوا مش راح يفهموا
كتر الألم بيولد غباء
أو إستغباء
مين يسمع لغريبة
فى بلد غريبة
تاهت منها نفسها
وسط الزحام

Monday, June 11, 2007

Shirin - A fairy tale :-)

Hmm ... ever wondered about the origin of your name?
i didn't :P ... However, i came across it while surfing.
Actually, my name, which i usually write as "shereen" but is also written as 'Shirin', is a Persian name ... it was the name of the wife of Khosrau II, the ancient Shahanshah - King of Kings - of Persia - Iran.
Shirin is also the name of a princess in a famous Afghani fairy tale called "Shirin and Farhad", the Afghani equivalent of Romeo and Juliet.

Here's how it goes:

There was a brave man named Farhad, who loved a Princess named Shirin, but the Princess did not love him. Farhad tried in cain to gain access to the love-cell of Shirin's heart, but no one would dare betray the fact that a stonecutter loved a lady of royal blood. Farhad, in despair, would go to the mountains and spend whole days without food, playing on his flute sweet music in praise of Shirin. At last people thought to devise a plan to acquaint the Princess of the stone-cutter's love. She saw him once, and love which lived in his bosom also began to breathe in hers. But she dared not a mean laborer aspire to win the hand of a princess? It was not long, however, before the Shah himself heard some rumor of this extraordinary exchange of sentiment. He was naturally indignant at the discovery, but as he had no child other then Shirin, and Shirin was also pining away with love, he proposed to his daughter that her lover, being of common birth, must accomplish a task such as no man may be able to do, and then, and only then, might he be recommended to his favor. The task which he skillfully suggested was that Shirin should ask her lover to dig a canal in the rocky land among the hills. The canal must be six lances in width and three lances deep and forty miles long! The Princess had to convey her father's decision to Farhad, who forthwith shouldered his spade and started off to the hills to commence the gigantic task. He worked hard and broke the stones for years. He would start his work early in the morning when it was yet dark and never ceased from his labor till, owing to darkness, no man could see one yard on each side. Shirin secretly visited him and watched the hard working Farhad sleeping with his taysha(spade) under his head, his body stretched on the bed of stones. She noticed, with all the pride of a lover, that he cut her figure in the rocks at each six yards and she would sigh and return without his knowing.
Farhad worked for years and cut his canal; all was in readiness but his task was not yet finished, for he had to dig a well in the rocky beds of the mountains. He was half- way through, and would probably have completed it, when the Shah consulted his courtiers and sought their advice. He is artifice had failed. Farhad had not perished in the attempt, and if all the conditions were in the attempt, and if all the conditions were in the attempt, and if all the conditions were fulfilled as they promised to be soon, his daughter must go to him in marriage. The Viziers suggested that an old woman should be set to Farhad to tell him that Shirin was dead; then, perhaps, Farhad would become disheartened and leave off the work.
It was an ignoble trick, but it promised success and the Shah agreed to try it. So an old woman went to Farhad and wept and cried till words choked her; the stone-cutter asked her the cause of her bereavement. "I weep for a deceased," she said, "and for you." "For a decease
d and for me?" asked the surprised Farhad. "And how do you explain it?" "Well, by brave man," said the pretender sobbingly, "you have worked so well, and for such a long time, too, but you have labored in vain, for the object of you devotion is dead!" "What!" cried the bewildered man, "Shinin dead?"Such was his grief that he cut his head with the sharp taysha(spade) and died under the carved streamed into his canal was his own blood. When Shirin heard this she fled in great sorrow to the mountains where lay her wronged lover; it is said that she inflicted a wound in her own head at the precise spot where Farhad had struck himself, and with the same sharp edge of the spade which was stained with her lover's gore. No water ever flows into the canal, but two lovers are entombed in one and the same grave.
Hmm ... *SIGH* ... Now where's my Farhad!

Monday, June 04, 2007

Ahlawy 100%


Of course the percentage does not include "zamalkaweya" .... they don't exist anymore! :P
- Zamalkaweya mn el mat7af el masry

Friday, June 01, 2007

هذا الجيل

وقع فى ايدى كتاب اسمه "شكلها باظت" لعمر طاهر ... وبغض النظر عن بعض أجزاء الكتاب اللى بصراحة معجبتنيش ... لكن عجبتنى أوى المقدمة ...لأنها بتعبر بجد عن الجيل اللى بعتبر نفسى واحدة منه - بلا فخر-
:اسمحوا لى أن أنقل لكم المقدمة كاملة دون زيادة أو نقصان
أنا ابن الجيل الذى تفتح وعيه على ماما نجوى وبقلظ وبابا ماجد عبد الرازق "السندباد" و"سينما الأطفال سينما" مع ماما عفاف الهلاوى , وكانت الموسيقى المميزة لبرنامج العلم والإيمان مع د. مصطفى محمود تثير بداخلنا رهبة غير مفهومة , سهرات التلفزيون نعرفها جيداً ... الأربعاء "اخترنا لك" والخميس مسرحية والجمعة فيلم أجنبى على القناة الثانية والسبت نادى السينما والإثنين تاكسى السهرة وبعدها "فكر ثوان ... واكسب دقايق" . يوم الجمعة عالم الحيوان يليه لقاء الشيخ الشعراوى يليه مباراة أو فيلم يليه برنامج "حياتى" ... ومساءاً "العالم يغنى" وكل يوم فى تمام التاسعة والنصف "نافذة على العالم" .
وأفلام ذكرى نصر أكتوبر "بدور" و"العمر لحظة" و "الرصاصة لا تزال فى جيبى" و "حتلى آخر العمر" ... وأفلام المناسبات الدينية "وا إسلاماه" و "الشيماء" و "فجر الإسلام" ... وبناء على طلب الجماهير تعاد دوماً مسرحيات "عش المجانين" و "شاهد ماشفش حاجة" و "المتزوجون" و "إلا خمسة" .
أنا ابن الجيل الذى تلقف فى بداية المراهقة عمرو دياب و محمد فؤاد وإيمان البحر درويش وانتبهنا بشدة لما يقوله محمد منير وأحببنا بتلقائية شديدة حميد الشاعرى ومع ازدياد وطأة المراهقة فتحنا الباب لإيهاب توفيق ومصطفى قمر ومحمد محيى وعلى سبيل الترويش رحبنا بحكيم وعلى سبيل التشجيع استمعنا إلى عامر منيب ... لكن الحب كان يعنى لنا الحجار ومدحت صالح وحنان ماضى و فيروز
أنا ابن جيل البنطلونات الباجى وألبوم بمبم و "أهلاً أهلاً كاراتيه" وكابتن ميزو ومحلول معالجة الجفاف و "لحظة من فضلك" و "دى زبالة يا جاهل" وفوازير نيللى "الخاطبة" و "نوتس لاندينج" و "ذا بولد آند ذا بيوتيفيل" و "المرأة الخارقة" و "الرجل الأخضر" و "الفك المفترس" و "أوشين" وبرنامج "إعترافات ليلية" و "قال الفيلسوف" و"صحبة وأنا معهم" و "ياكلوا حلاوة ياكلوا جاتوه ياكلوا كل اللى يحبوه"
أنا ابن الجيل الذى كان شاهداً على وصول مصر إلى نهائيات كأس العالم وظهور فيروس الإيدز وانهيار روسيا وهدم حائط برلين وأسطورة المجاهدين الأفغان وغزو الكويت ومظاهرات الحرم الإبراهيمى ومذبحة قانا وحرب الصرب ضد البوسنة والهرسك واغتيال رئيس الجمهورية على الهواء مباشرة وعاصفة الصحراء واعتزال الخطيب وفاروق جعفر وخناقة الجوهرى وطاهر أبو زيد وظهور معجزة التوأم حسام وإبراهيم حسن وبداية الإرهاب و"التفجير فى عز الضهر" وشركات توظيف الأموال ومحمد على كلاى فى لحظات مجده الأخيرة وانفجار تشرنوبل النووى واجتياح إسرائيل لبيروت ووفاة ياسر عرفات وشاهدنا لمعان نجوم وانطفائها بداية بمردونا مروراً بعلى حميدة نهاية بالأميرة ديانا.
أنا ابن جيل ظاهرة الغش الجماعى وبداية حوادث الإغتصاب بداية بفتاة المعادى مروراً بفتاة مدينة نصر نهاية بفتاة العتبة., وإدمان الهيروين وحملة "كيف تعرف ان فى بيتك مدمناً" وبزوغ نجم البانجو وظهور عبدة الشيطان ونادى حورس واللبان الجنسى وافتتاح المترو والأوبرا وتدشين مشروع القراءة للجميع وثورة الأمن المركزى وتكفير نصر أبو زيد ونوبل نجيب محفوظ ثم محاولة اغتياله
أنا ابن جيل خرج حبيس القناة الأولى والثانية ( لابد ان يتعرض المسؤلون عنها لمحاكمة جرائم البشرية) وثلاث صحف مستنسخة من بعضها (للأمانة كانت الأخبار تتميز بزاوية عروس اليوم وتهنئة فاترينة الحاج حنفى , الأهرام بصفحة الوفيات – توفى إلى رحمة الله أو إلى الأمجاد السماوية – والجمهورية بعددها الأسبوعى وملحقها الرياضىفهربنا جميعاً إلى سلسلة "المكتبة الخضراء" وتان تان ومجلة الصقلر والعربى الصغير وميكى وسمير والمغامرون الخمسة والشياطين ال 13 ومجلة ماجد وبعدها بفترة احتلت مجلة الشباب الصدارة إلى ان ظهر رجل المستحيل
أنا ابن جيل – مواليد ما بعد نصر أكتوبر – ندخل العقد الثالث ونحن نعى جيداً أننا نفتقد قدوة حقيقية وفرصة كاملة وبعض التسامح. جيل يحب البلد أحياناً لأنه يرى فيها أهله وأصدقاءه ويكرهها أحياناً لأنه لا يرى طريقه فيها بوضوح