! ... أتخمدوا
"امبارح وأنا واقفة فى المول مع صحابى لقيت واحدة جاية ناحيتى بثقة وبتقوللى "ازيك يا ...؟
فى الجزء من الثانية اللى فصلت بين سؤالها وبين ال"يااه" الى طلعت منى دى حسيت انى رجعت فى الزمن بفلاش باك زى الأفلام الأمريكانى اللى بتكون البطلة فيها واقفة ثابتة وكل الأشياء حواليها بتتغير فى "فرايمز" أو إطارات زمنية ماشية باتجاه عكسى سريع جداً لكن واضح لحد ما يتوقف كل شىء فجأة وبحدة وتلاقى – البطلة – نفسها واقفة فى وسط حدث معين فى زمن معين فى الماضى وبتعيشه من أول وجديد
المرة دى كنت أنا البطلة ... والزمن كان عشر سنين كاملة فاتوا ... تحديداً فى ليلة شتا فى أولى ثانوى ... وأنا قاعدة فى دايرة كبيرة مع الشلة كلها مربعين على مجموعة من السراير المتلاصقة فى عنبر نوم كبير فى دير المدرسة ببورسعيد ... وكانت هى – صاحبتى دى – قاعدة مربعة قدامى فى بيجامتها الخضراء وعلى راسها طاقية نوبى ملونة بتاعتى – لأنى كنت لسه جاية من رحلة فى أسوان – وحاطة كفيها الاثنين مفتوحين ومفرودين على كف البنت اللى جنبها من اليمين والشمال عشان كنا بنلعب "آى" ... عارفينها؟ كل واحدة تضرب اللى جنبها على كفها جامد ولو اللى اتضربت قالت "آى" تطلع برة اللعبة!
لسة سامعة فى ودانى صوت الضحك والصريخ واحنا بنجرى ورا بعض فى العنبر وخرجنا على التراس الواسع علقنا البنت الشقية المجنونة اللى بقت "ماما" من كام اسبوع من كمامها بالمشابك على حبل غسيل بعرض التراس
وشايفة مدرسة المواد الاجتماعية وهى واقفة على باب العنبر – عنبر المجانين كان مش عنبر نوم ابداً فى
وفجأة البنت اللى جنبى تتنفض من رقدتها وتقوم تبص قدامها فى الضلمة وتشيل سماعات الووكمان من
والصبح خرجنا كلنا بربطة المعلم ... ييجى 25 بنت ... طلعنا ع الشارع الرئيسى واحنا بنعدى الشارع قررنا نقف نتصور ... 25 بنت بعرض الشارع كله ... وقفنا العربيات ومنعنا المرور واديناهم ضهرنا ووقفنا نتصور ... الكاميرا الكوداك القديمة بتاعتى ... بكرهها ... دايماً بتحرق على الأقل 5 صور من ال30 صورة ... بقعد أدعى مع كل صورة حلوة باخدها انها متكونش من ال5 صور اللى هيتحرقوا! وأروح استلم الصور من معمل تحميض "كادو" اللى جنب المدرسة وكأنى رايحة اجيب نتيجة امتحان كنت داخلاه بمبدأ "يا صابت يا خابت"! يا ترى هنقص كام صورة المرة دى؟
و 4 – 5 حناطير اتوزعنا عليهم بالليل عند قرية النورس وملينا شوارع بورسعيد غنا وضحك وتهريج ... جبنا الشوكولاتة من سوبر ماركت الفار ... التوبليرون والمارس والليون والدوبلو ... فى مصر آخرتا كان كادبورى ومورو ... والله يرحم الكورونا ... ورجعنا امبارح الدير نتسحب بعد ما اتأخرنا عن "الكيرفيو" اللى كان الساعة 9 ... دلوقتى 10:30 ... الحمد لله المدرسات كانوا اتأخروا هما كمان
والرقص والغنا طول الطريق فى الأتوبيس لحد ما وصلنا القاهرة ... وأهالينا اللى مستنينا فى البرد فى
مصدومة البطلة! ... مصدومة أنا! ... بسأل نفسى ... يا ترى أنا كمان بقيت كده وللا ايه؟ أمال أنا ليه حاسة أنى لسة طفلة فى أولى ثانوى عليزة ألعب "آى" وأوقف الشارع كله عشان أتصور وأغنى بصوت عالى وأنا راكبة حنطور واجرى أنا واصحابى ورا بعض لحد ما ييجى حد يقولنا "اتخمدوا بقى" ؟
وللا احنا شكلنا "اتخمدنا" فعلاً ؟ ... فى اللغة "خمدت النار" يعنى اطفت ... اطفينا؟
!أنا مش عايزة اطفى! ... عايزة أولع تانى ... هه بقى! ... مليش دعوة