فى الجونة ... كنا كل ما نمشى فى أى حتة ويقابلنا فى وشنا حد من السياح ... رجالة, ستات, مجموعة أو أفراد ... دايما كانوا يبتسموا فى وشنا ويحيونا بهزة راس بسيطة
نرد الابتسامة والتحية وكل واحد يكمل فى طريقه
كنا قاعدين فى أحد المطاعم وجه الجرسرن ياخد طلباتنا ... لقيناه بيقولنا وعلى وشه ابتسامة عريضة
قولولى مبروك الأول-
مبروك ... على ايه؟-
مراتى ولدت امبارح ... جابت حبيبه-
ما شاء الله ... ألف مبروك-
هه بأه؟ ... طلباتكم ايه؟-
عربيتى عطلت وعندى محاضرة بعد أقل من ساعة فى المهندسين
اضطريت آخد تاكسى رغم انى باحاول اتفادى سواقين التاكسى بجشعهم واستغلالهم وقلة أدبهم فى معظم الأحيان
وقفت تاكسى ... السواق رجل مريح الشكل - لا يدل على شىء ... عادة بيتحولوا شياطين متعرفش غير الشتيمة وقت دفع الأجرة - تخطى الخمسين من عمره
قال بأدب قبل ان ننطلق
تحبى نتفق على الأجرة من دلوقتى وللا خلى الرزق على الله-
(مش مشكلة ... أى حاجة (كنت الصراحة عندى استعدد ادفع أى حاجة بس ألحق المحاضرة-
أصل فى ناس تحب تتفق من الأول منعاً للمشاكل والإحراج-
قلت فى نفسى والله كويس ان جت منه ... اتفقت معاه على الأجرة وانطلقنا
ما ان وصلنا المهندسين حتى قال دون ان يتغير اسلوبه الهادىء المهذب فى الكلام
المهندسين دى مبحبش اجيها ابداً ... مدينة نصر مهما كانت زحمة بردو نقدر نستحملها عن هنا-
انا بردو مبجيهاش الا عشان الشديد القوى-
لم نتبادل كلمة بعدها لحد ما نزلنى قدام باب الأكاديمية وقال
ربنا يوفقك يا بنتى ... تحبى أعددى عليكى أرجعك؟-
لا شكرا ... هتصرف ان شاء الله-
بجد ... منغير فلوس ... مانا كده كده راجع مدينة نصر بردو-
لا والله هتصرف ... معرفش هاخلص امتى ... ربنا يكرمك-
طيب .. خللى بالك من نفسك-
كنت ماشية فى المول لوحدى وفجأة لقيت حد بيمسكنى من دراعى
اتلفت بسرعة لقيت واحدة واخدانى بالحضن وبتتكلم بالانجليزى
- Hey, how are you? i'm so glad i saw you ... i missed you
افلتتنى وأنا تحت وقع الصدمة وآخدت شوية على ما دققت فى ملامحها وعرفتها ... واحدة روسية قابلتها كام مرة مع مجموعة من صحابى مسلمين أجانب عايشين فى مصر
وقفنا ييجى 10 دقائق بنتبادل الأخبار والسلامات
مشيت وأنا مفيش جوايا غير : سبحان الله! فى ناس كده؟
السبب؟ لأنه يا حضرات الست دى أنا مقابلتهاش غير حوالى 4 مرات بس فى حياتى ... ومفتكرش حتى انى تبادلت معاها أى حوار شخصى لأكثر من دقيقتين أبداً
ولو شوفتوا فرحتها بجد انها قابلتنى واهتمامها باخلاص بمعرفة أحوالى كنتوا عرفتوا ليه بقول سبحان الله
-----------------
ليه مبقاش فى ناس تهتم بيك بجد ... تسأل عنك وتتابع أخبارك ... مش عشان بينكوا مصلحة أو معرفة أو حتى صداقة؟
ليه مفيش حد يفرح بجد اما يشوفك كانكوا صحاب قدام أوى بقالكوا كتير ماشوفتوش بعض رغم انكوا لا صحاب ولا حاجة؟
ليه مفيش حد يقابلك صدفة فياخدك بالحضن جامد وتحس لحظتها ان أسعد حاجة حصلتلوا اليوم ده هى مجرد انه شافك؟
ليه مبقاش فى حد مبيفكرش فى استغلال ظروفك لو قادر انه يستغلها؟
ليه مبقاش فى حد يعرض عليك مساعدة من غير حتى متطلبها؟
والأسوأ من كده اننا حتى لو الناس دى موجودة بجد ... بناخد وقت طويل قوى قبل مانصدق انهم موجودين ... بنقابلهم دايما بالشك والتوجس ... فبقينا عايشين 24\7 من حياتنا قلقانين وخايفين ومترقبين : با ترى الضربة الجايه هتيجى منين؟ ياترى مين اللشخص التالى اللى هيخدعنا او يستغلنا أو يضحك علينا؟
مبقناش حتى نعرف ننام بالليل من كتر الشعور العام بعدم الأمان حوالينا
ليه مبقاش فى ناس بتفرح قوى ... بتفرح بجد ... بتفرح من قلبها ... لدرجة انها بتبقى ماشية تقول لكل اللى تقابله على سبب فرحتها؟
ليه مبقاش فى حد قادر انه يعيش بوسع قلبه كله ... يملا الدنيا فرحة لفرحته ... وحتى يملا الدنيا بكى لحزنه
مبقناش نعرف نضحك ملىء قلوبنا ولا نبكى ملىء عيونا ... شوفتوش خيبة أكبر من كده؟
ليه مبقاش فى حد بيبتسم فى وش التانى؟
ليه كلنا بنمشى مكشرين وبنزغر لبعض فى الشارع بدون سبب؟
إنزل الشارع تحس ان الناس مش طايقة بعضها
كلنا ظروفنا صعبة والعيشة أسود من لون زيت طعمية عبده تلوث بشوية ... بس فيها ايه لو بس نبتسم فى وش بعض؟
يمكن نهون على بعض شوية ... الابتسامة بتدى أمل ... تشجعك انك تكمل يوم واحد كمان ... يعنى لو قابلت واحد بس مبتسم الصبح تقدر تكمل يومك ... تخيل بقى لو كل واحد ماشى فى الشارع بيبتسملك ابتسامة عريضة ... ليك أنت لوحدك ... بيتهايألى هتحس انك نجم انهاردة ... انك معندكش أى مشاكل ... كفاية ان الناس كلها بتبتسم لما تشوفك .. مين عايز تقدير لذاته أكتر من كده؟