Saturday, May 19, 2007

تقدر؟

عمرك فكرت حياتك كانت تبقى شكلها ايه لو كنت أنت مش أنت؟
يعنى تخيل لو كنت اتولدت فى بلد تانية ... لو كنت أمريكانى أو ايطالى ... أو صومالى أو صينى؟
طب لو كنت بتشتغل شغلانة غير دى ... طباخ؟ نجار؟ مخرج؟ أو حتى صاحب شركة كبيرة؟
طب حياتك كانت هتختلف لو نشأت فى أسرة مختلفة عن أسرتك ... فى عاداتها وتقاليدها ... فى مستواها الإجتماعى أو الثقافى؟
طب بلاش ... تخيل لو كنت مثلا اتولدت لقيت نفسك هندوسى وللا بوذى؟
حياتك هتبقى أحلى وللا أوحش لو كنت عايش فى قرية صغيرة مش فى مدينة كبيرة؟

أنت مجموعة من ظروف وبيئة وأشخاص اترصوا جنب بعض وفوق بعض عشان يطلعوا الكائن الفريد ده اللى هوه أنت
السؤال دلوقتى: كام عنصر من العناصر دى عندك فعلا القدرة الحقيقية على التحكم فيه وتغييره؟
يعنى تقدر تصحى الصبح تقرر انك مش عايز تبقى موظف أو مهندس أو دكتور وانك عايز تبقى نجار أو مرشد سياحى أو صياد أو أى حاجة ملهاش علاقة خالص بيك لكن حاسس انك ممكن تحبها وتلاقى نفسك فيها؟
ممكن تصحى الصبح تلم هدومك وتطلع بلاد تشيلك وبلاد تحطك لغاية متوصل بلد تقرر ان هى دى البلد اللى عايز تعيش فيها؟
تقدر تخلع اللبس المدنى وتستغنى عن العربية والشقة اللى فى الدور العاشر والمكتب والسوبر ماركت والكافيه وتشترى بيت من الطين فى قرية بسيطة وحمار صغير تركبه وتربى بط وفراخ وتزرع خضراوات وتعيش اليوم بيومه؟
الحقيقة هى ان الأغلبية من البشر معندهاش القدرة على التحكم فى مسار حياتها... إما خوفا من مبدأ التغيير فى حد ذاته وإما لرفضها التخلى عن الواقع
الواقع ان الانسان لأنه لم يشترى نفسه - لأنه مبيفكرش بالقدر الكافى فى اللى فعلا عايزه ... بل فى اللى عايزه الآخرين دايما ... وبيمتثل فقط لرأى الأغلبية ... وللأعراف السائدة - فأصبح مباعاً إلى الأبد بعقد شراكة لكل عنصر من العناصر دى ... فهو عبد لمدنيته - المتمثلة فى كل مظاهر الرفاهية التى بيغلف نفسه بيها- وعبد لجنسيته وعبد لوظيفته وعبد لمجتمعهقليلون جداً اللى قدروا يشتروا نفسهم ويتححروا من قيود العبودية ويفكروا بجدية فى اللى هما عايزينه فعلا مش اللى عايزه الآخرين
ربنا خلقنا مخيرين مش مسيرين ... لكننا عمرنا مبنحاول نستخدم الحق ده أو الميزة دى ...بل بنتنازل عنها وعن طيب خاطر لأتفه وأبسط الأشياء ... ولو كان للاب توب اللى بكتب عليه دلوقتى ده

7 comments:

sousou said...

فاكرة آدم عبد ربه آدم فى الهمجى ...كان ليه مقولة شهيرة "كن أنت نفسك و لو كنت صعلوكا وضيعا"و دى فكرة مهمة أن الانسان يقدر يكون نفسه ..صادق معها و مع الآخرين أما أن تنافق الآخرين دائما فأنت تنافق نفسك معهم, و صعب انك تكون فعلا سعيد فى حياتك
لكن السؤال اللى بتطرحيه هو الأهم ..تقدر؟
و من الناس اللى أعرفهم و قدروا ..اتنين حديثى الزواج و لديهم طفلين ..قاما ببيع السيارة و جمع كل ما لديهم من مدخرات لاتمام فريضة الحج بدلا من تحقيق كل الطموحات المادية و تسويف الفريضة التى تحتاج لسن الشباب

سيدة تحمل بكالريوس فنون جميلة ديكور مسرح ,تركت الوظيفة و اهتمت بالخياطة و الآن هى تقوم بتفصيل الملابس و تجهيز الحفلات التنكرية للمدارس دون الارتباط بعمل و ظيفى علما بأن ما زال الى الأن نظرة المجتمع المصرى الى الخياطة أنها سيدة تعمل من أجل المال و ليس لأنها ماهرة و تحب عملها

Anonymous said...

بصراحه بوست ممتاز
و على الفكره الموضوع ده أنا فكرت فيه ، إنك تغير إتجاهك في الحياة و تحاول تمشي في طريق تاني غير الطريق اللي بيدفعك المجتمع و الناس
إنك تمشي فيه
........
أنا عايز أسأل سؤالين

1- هل الأفضل إنك تعمل تغيير فوري (أو بمعنى أصح ثوري) و لا إنك تعمل تغيير تدرييجي خطوه بخطوه
2- هل التغيير ده هو الهدف في حد ذاته و لا هو الغايه
يعني هل الإنسان بيحس بالسعاده علشان تجربة التغيير ذات نفسها و لا النتائج المترتبه عليه
و إذا كان كده فهل كل إنسان قدر يتغير، وصل للنتيجه اللي كان عايزها و لا في النهايه ندم
لإن الإنسان في كثير من الأحيان مابيكونش عارف قيمة الحياة اللي هو عايشها
لكن بيكتشف قيمتها بعد ما تروح منه
و تحياتي

عباس العبد said...

الناس دى ممفهمتش البوست يا استاذ
احنا عرب
مقدر و مكتوب
و دى مسئولية
يعنى لو كنا اتولدنا فى امريكا ...كنت حتلاقى العراق هى الى احتلتنا
و لكنا اتولدنا فى اسرائيل ...كنت حتلاقى ان الفلسطينيين هما الى مطلعين عينينا
...انت عربى ...و دى مسئولية تاريخية
تخيل انك احمد زويل ...كنت حتبقى فراش مدرسة
تخيل انك ينشتين ... كنت حتبقى رئيس دار الافتاء
او سقراط ...كنت حتبقى بياع ترمس فى قراطيس كتاب فلسفة كتبه عمرو دياب
احنا اتخلقنا بعدين مش مع الناس فى الستة ايام
انت عربى يا استاذ
و البوست ده معناه انك مش قادر تستوعب المسئولية دى و انك بتهرب منها
انت كان نفسك تبقى حاجة تانية و انا كمان صدقنى
لكن
ما باليد حيلة و كما ختمت انت
الانسان مخير مش مسير
و من نحسنا و احنا مخيريين ان احنا اختارنا العروبة
....
....
@@@@@
ربنا يكون فى عونا
ههههه

Babyblue said...

Sousou
اشكرك على الأمثلة ... كنت عايزة أكتب عنها لكن فضلت أخلى البوست مفتوح لخيال القارىء ومربطهوش بوقائع حقيقية
من الناس برضو اللى قررت وغيرت الشيخ حمزة يوسف ... أسلم وهو عنده 17سنه .. وساب أمريكا وقضى ال 16 سنة التالية بيلف فى الدول العربية يدرس اللغة العربية وأمور الدين
برغم انه كان فى أرقى المدارس الأمريكية وكان له مستقبل باهر - بالمفهوم الأمريكى -
والمقصود هنا مش تغيير الديانة ... أنا أقصد ازاى واحد فى سن 17 سنة يقرر فجأة أنه مش هوه ده اللى أنا عايزه من حياتى ... ويسيب أهله ومجتمعه ويسافر آلاف الأميال بعيد عن وطنه عشان يحقق الحاجة اللى فعلا حس أنه عايزها

Babyblue said...

بالنسبة لموضوع التغيير ييجى تدريجى وللا مفاجئ اعتقد ان كلاهما يعتمد على الشخص نفسه ويختلفوا فى التأثير
يعنى أنا مثلا من الشخصيات القاطعة (مش المتسرعة) فى قراراتى خصوصا المصيرية منها لأنى اؤمن بمبدأ "حرق جميع سفن العودة" و"اعقلها ثم توكل" لكن فى ناس كتير التروى

عندها ضرورى جدا ولازم يدرس جميع الاحتمالات
أنا شايفة ان الاثنين صح لكن الفرق فى الشخصية
ايضا نوع التغيير بيفرق فى التأثير ... اعتقد ان التغيير التدريجى بيقلل من وقع التغيير ده (سواء كان وقعه سلبى أو ايجابى) ويزيد من تقبله
يعنى لو خدنا مثل سلبى وقلنا الفيديو كليب ... من 10 سنين ويمكن أقل لو كان مشهد واحد بس من الكليبات اللى بنشوفها دلوقتى اتعرض فى مصر كانت الدنيا ولعت لكن الانفتاح (أو

الإنحلال) الأخلاقى (أو اللا أخلاقى) ده عشان حصل بالتدريج فالناس بلعته واتعودت عليه ولم تلفظه
فى نفس الوقت نقدر نقول ان بعض التغييرات الأفضل انها تكون سريعة وخاطفة زى الحقنة عشان متحسش بالألم
حقيقى مش عارفة أفاضل بينهم بس بيتهيألى لو اتحطيط فى موقف اتخاذ قرار التغيير تصرفى هيكون حسب شخصيتى أنا واحساسى أنا مش أى حاجة تانية

أما عن التغيير هدف أم وسيلة ... فهو بالتأكيد وسيلة ... لازم يحدد الأول هدفه ... أنا مش عايزة ابقى مهندسة ديكور - زى السيدة من قصة سوسو - أنا عايزة أفصل ملابس ... ده هدفى ... يمكن بعد متوصل للهدف ده تلاقى نفسها مش مبسوطة فتقرر التغيير تانى ... بس أكيد مش هتندم ... لأنها مدام قررت تغير ... يبقى أكيد وضعها الحالى ده مكنش عاجبها ... فى على الأقل لو التغيير معجبهاش يبقى زى ما أنت قلت ... هتعرف ان وضعها القديم كان أحسن ... وده فى حد ذاته مكسب وصلتله

آسفة على الإطالة
تحياتى

Babyblue said...

السيد عباس العبد
أشكرك على التعليق لكن من الواضح أنك لم تتعدى قرآة السطر التانى من البوست اللى بيتكلم عن الجنسية
لأنى بتكلم هنا عن قدرة الانسان على اختيار أسلوب ومسار حياته وليس الرضوخ لما يفرض عليه من أول الملبس و حتى المهنة ومستوى المعيشة
ومع ذلك فمن البديهى واتفق معك تماما ان هناك أشياء تعتبر من الثوابت التى من الصعب جدا - وليس من المستحيل تماما - تغييرها مثل الجنسية والديانة والأهل
ولكن كما ذكرت سابقا ... الؤال هو قدرتك على تغيير حتى ابسط شىء يمكنك تغييره مثل وظيفتك أو مستوى معيشتك
البوست ده مبيتكلمش خالص عن العروبة ولا أنا بهرب من الواقع ... أنا أعتز بعروبتى لكن هذا لا يمنع ان أعيش فى بلد أخرى ... ليس بالضرورة أمريكا أو أوروبا ... قد تكون بلد أكثر فقرا من مصر وأسوأ ظروفا ... هذا أمر يتعلق برغبتى الشخصية وما أريده لحياتى ولا يعنى أبدا انى أخلع عنى عروبتى ... أنت كده بتحكم على آلاف وربما ملايين العرب المهاجرين بالتهرب من العروبة لمجرد انهم اختاروا ان يعيشوا فى بلاد أخرى بغض النظر عما دفعهم لذلك
:-) أخيرا ... أنا أنثى ولست رجلا

Anonymous said...

شكراً عالرد الجميل ده
و حلوه حكاية حرق سفن العوده دي
و الله فكره
بكده يتقفل باب التفكير في التراجع نهائياً
أحييكي