Thursday, March 27, 2008

! ... أتخمدوا



"امبارح وأنا واقفة فى المول مع صحابى لقيت واحدة جاية ناحيتى بثقة وبتقوللى "ازيك يا ...؟
!!!!ياااااااااااااه

فى الجزء من الثانية اللى فصلت بين سؤالها وبين ال"يااه" الى طلعت منى دى حسيت انى رجعت فى الزمن بفلاش باك زى الأفلام الأمريكانى اللى بتكون البطلة فيها واقفة ثابتة وكل الأشياء حواليها بتتغير فى "فرايمز" أو إطارات زمنية ماشية باتجاه عكسى سريع جداً لكن واضح لحد ما يتوقف كل شىء فجأة وبحدة وتلاقى – البطلة – نفسها واقفة فى وسط حدث معين فى زمن معين فى الماضى وبتعيشه من أول وجديد
المرة دى كنت أنا البطلة ... والزمن كان عشر سنين كاملة فاتوا ... تحديداً فى ليلة شتا فى أولى ثانوى ... وأنا قاعدة فى دايرة كبيرة مع الشلة كلها مربعين على مجموعة من السراير المتلاصقة فى عنبر نوم كبير فى دير المدرسة ببورسعيد ... وكانت هى – صاحبتى دى – قاعدة مربعة قدامى فى بيجامتها الخضراء وعلى راسها طاقية نوبى ملونة بتاعتى – لأنى كنت لسه جاية من رحلة فى أسوان – وحاطة كفيها الاثنين مفتوحين ومفرودين على كف البنت اللى جنبها من اليمين والشمال عشان كنا بنلعب "آى" ... عارفينها؟ كل واحدة تضرب اللى جنبها على كفها جامد ولو اللى اتضربت قالت "آى" تطلع برة اللعبة!
آى" ... كنت دايما بافضل للآخر لأن كفى كبير وبيوجع اللى أضربه ... لكن البنت اللى جنبى المفعوصة اديها صغيرة ومعضمة وبتوجع أكتر ... "آى" وطلعت برة

لسة سامعة فى ودانى صوت الضحك والصريخ واحنا بنجرى ورا بعض فى العنبر وخرجنا على التراس الواسع علقنا البنت الشقية المجنونة اللى بقت "ماما" من كام اسبوع من كمامها بالمشابك على حبل غسيل بعرض التراس
وشايفة مدرسة المواد الاجتماعية وهى واقفة على باب العنبر – عنبر المجانين كان مش عنبر نوم ابداً فى
"الليلة دى – وبتزعقلنا ووشها بيكتم ضحكة بالعافية "مش هتتخمدوا بقى؟
وصوت المطر بيخبط فوقينا وبتجمع فى نقطة ما ويقع على أرض الجنينة كأن فى حد كان بيملى جرادل
!ويصبها من فوق السطوح طول الليل

وفجأة البنت اللى جنبى تتنفض من رقدتها وتقوم تبص قدامها فى الضلمة وتشيل سماعات الووكمان من
ودانها وتنط من السرير ... تتدلق وتقع وتختفى من قدامى لثانية ... اندهلها ... "يا ... انتى رايحة فين؟" ... متردش ... وتقوم فجأة وتتطلع تجرى برة العنبر ... ويغلبنى النوم وأنا بسأل نفسى "راحت فين المجنونة دى واحنا قرب الفجر كده؟!!" ... واصحى الصبح أسألها فتنكر كل شىء ... احكيلها كل حاجة بالتفصيل فترد ببساطة "مش فاكرة ... بس أنا ساعات بامشى وأنا نايمة" ... وتحكيلة عن مواقف كتير حصلت لها
!!من النوع ده! ... أما عنبر مجانين صحيح

والصبح خرجنا كلنا بربطة المعلم ... ييجى 25 بنت ... طلعنا ع الشارع الرئيسى واحنا بنعدى الشارع قررنا نقف نتصور ... 25 بنت بعرض الشارع كله ... وقفنا العربيات ومنعنا المرور واديناهم ضهرنا ووقفنا نتصور ... الكاميرا الكوداك القديمة بتاعتى ... بكرهها ... دايماً بتحرق على الأقل 5 صور من ال30 صورة ... بقعد أدعى مع كل صورة حلوة باخدها انها متكونش من ال5 صور اللى هيتحرقوا! وأروح استلم الصور من معمل تحميض "كادو" اللى جنب المدرسة وكأنى رايحة اجيب نتيجة امتحان كنت داخلاه بمبدأ "يا صابت يا خابت"! يا ترى هنقص كام صورة المرة دى؟
وفى الصورة بنت ... طويلة ورفيعة زى القلم الرصاص ... كنا مسمينها "عضموف" من كتر ما هى
معضمة ... ضحكتها الطيبة حتى على القفشات اللى كنا بنتريق بيها عليها لسه بترن فى ودانى ... فى الصور كنت دايماً أقف جنبها عشان أعمل توازن لطولى بعيد عن مقاريض الدفعة! ... الله يرحمها ...ماتت السنة اللى فاتت ... الله يرحمها
!مجانين" ... كانت دى كلمة صاحب العربية اللى سمحنا لها بالمرور أخيراً"

و 4 – 5 حناطير اتوزعنا عليهم بالليل عند قرية النورس وملينا شوارع بورسعيد غنا وضحك وتهريج ... جبنا الشوكولاتة من سوبر ماركت الفار ... التوبليرون والمارس والليون والدوبلو ... فى مصر آخرتا كان كادبورى ومورو ... والله يرحم الكورونا ... ورجعنا امبارح الدير نتسحب بعد ما اتأخرنا عن "الكيرفيو" اللى كان الساعة 9 ... دلوقتى 10:30 ... الحمد لله المدرسات كانوا اتأخروا هما كمان

والرقص والغنا طول الطريق فى الأتوبيس لحد ما وصلنا القاهرة ... وأهالينا اللى مستنينا فى البرد فى
"جراج المدرسة بالليل ... وبداية الحكايات اللى متنتهيش ... "اتبسطى؟" ... " آه الحمد لله ... قوى
عاملة ايه؟" ... وال"فرايمز" ترجع تتقلب تانى والكاميرا بتبعد بسرعة وتخرج من عين البطلة"
والبطلة اللى هيا أنا واقفة فى المول وبترد "الحمد لله ... ماشى الحال" ... أقولها وأنا بعمل "سكان" سريع
على ملامحها ... كبرت قوى ... الزمن باين قوى فى عنيها .. عنيها مبقتش بتلمع بضحكة وشقاوة زى زمان ... وصوتها ... هادى وقور ورزين ... مفيهوش الجلجلة والتنطيط بين الدو والسى فى نطة واحدة زى زمان

مصدومة البطلة! ... مصدومة أنا! ... بسأل نفسى ... يا ترى أنا كمان بقيت كده وللا ايه؟ أمال أنا ليه حاسة أنى لسة طفلة فى أولى ثانوى عليزة ألعب "آى" وأوقف الشارع كله عشان أتصور وأغنى بصوت عالى وأنا راكبة حنطور واجرى أنا واصحابى ورا بعض لحد ما ييجى حد يقولنا "اتخمدوا بقى" ؟
وللا احنا شكلنا "اتخمدنا" فعلاً ؟ ... فى اللغة "خمدت النار" يعنى اطفت ... اطفينا؟
!أنا مش عايزة اطفى! ... عايزة أولع تانى ... هه بقى! ... مليش دعوة

4 comments:

Soooo said...

يااااااه
رجعتيني انا برضه بتاع اتناشر تلتاشر سنه لما رحت انا وصحابي في المدرسه رحلة لبورسعيد
ودي كانت اول مره العب فيها ترنيب واستميشن

ياااه
وفعلا الشيكولاته هي اللي بهدلتنا
سنكرز وباونتي وكيت كات
يااااااااااااااااااه

فعلا رب صدفة خير ان شاء الله





سلاموووووووووووز

Anonymous said...

You've been tagged

Dr. Eyad Harfoush said...

فلنحمد الله أننا ما زلنا في مرحلة رؤية الانطفاء في عيون الزملاء و لم نصل لمرحلة انطفاء الذات حين نفقد الاهتمام بكل شيء و الشوق لأي شيء ، و الفرح بأي شيء ، هنا ، نكون بالفعل قد كبرنا و وصلنا لمرحلة الرجل العربي الذي قال لولده "ان اباك قد فني و هو حي و عاش حتى سئم العيش" بعد الشر على الجمييع من بلوغها

تحياتي و تقديري ، ذكرى الرحلة اعادتني لرحلات مشابهة بس بشقاوة رجالي من تهريب الشيشة لبيت الشباب و ما الى ذلك

KhaLeD WahEeD said...

ياااااااااه
أما صقفت بعد ما قريت الكلام اللي فوق ده. متخافبش يا شيرين, إنتي لسه مولعة و أخر شعشعة. بجد برافو