Monday, August 06, 2007

بنت من شبرا - الجزء الرابع

طول عمرى عندى ولع خاص بتاريخ الجغرافيا ... أو جغرافية التاريخ ... القصص اللى ورا الأماكن ... قصص ناس عاشت فى البيوت والشوارع والمحلات ... أكيد سابت بصمات ... جزء ليس بيسير من ذكرياتها متعلق زى ذرات الغبار على سطح الأماكن دى ...
وفيما يلى مجموعة خواطر
عن أماكن وأشخاص
شوارع وحواديت
ناس عشت وسطهم
وعاشوا جوايا
حياتهم نفسها
شكلتنى
لونتنى
خلتنى أنا
أتكلم عن شبرا
مسقط رأسى ومهد طفولتى وملعب صباى
لقطات أراها فى خيالى بالأبيض والأسود
زى أفلام الستينات
زى صور أبى وأمى فى شبابهم
ومع ذلك فهى لقطات لها لون وطعم ورائحة
لقطات من زمن تانى
بحس أنه زمن واحدة تانية مش أنا

---------------------------------------------

شبرا يعنى "ماما دعّة" ... جارتنا ... الباب فى وش الباب ... قبل ان أبلغ سن المدرسة كانت تواجه أهلى مشكلة ... اين يتركونى وكلاهما يعمل وسنى أصغر من ان يتركونى فى حضانة؟ ... وكان عرض ماما دعّة هو طوق الانقاذ ... "سيبوها عندى بالنهار وتاخدوها لما ترجعوا " ... وقد كان ... مع اختلاف بسيط ... انى كنت أقضى اليوم بطوله وحتى المساء فى بيت ماما دعّة ... ولا أخرج منه إلا بالضرب ... اسمها مش "دعّة" أكيد ... اسمها "عايدة" ... لكن أنا مكنتش أعرف انطقه ... فككان بيطلع مننى كده : "دعّة" ... كان عندها من الأولاد أربعة ... 3 بنات وولد ... البنتين الكبار متزوجتين ... والولد "بلبل" – نبيل – مهندس حديث التخرج والبنت آخر العنقود "فينا" – نيفين – عايشين مع أمهم ... وكان الأب قد توفى وأنا فى عمر السنتان تقريباً ... ربما هم قد وجدوا فى وجودى بمنزلهم شىء يضفى البهجة على البيت الحزين بموت الأب ... كنت أحب فينا جداً ... فهى الأصغر سنا ... كانت مثل خالتى ... فى نفس عمرها ونفس حسها الفكاهى ... وبلبل كان هارينى تصوير ... كل صورى فى طفولتى تقريباً التقطها هو ... فقد كان يشترى الأفلام حتى يقوم بتصوير مناطق العمل .. صورة أو صورتين ... ثم تتبقى بقية الفيلم كله لى ...
الآن تزوج هو وأخته .... ابنته الكبرى الآن فى السنة الثالثة بكلية الهندسة ... وفينا لها من الأولاد اثنان ... أكبرهما فى الثانوية العامة ... مازلت انظر إلى صورهم وهم يحملون تلك الطفلة الصغيرة اللامعة العينين ... أضحك ضحكة عابثة ... ضحكة ملىء قلبى ... ازاى الكاميرا بتلقط لحظة من الزمن ... ماتكونش أنت نفسك عارف فى اللحظة دى ايه اللى هيحصل فى المستقبل ... هتتجوز مين؟ هيبقى عندك كام ولد؟ ... طب ولما تشوف نفس الصورة دى ... نفس اللحظة دى ... بعد 10 سنين مثلا ... هتكون فين؟ هتكون حياتك وحياة الناس اللى معاك فى الصورة عاملة ازاى؟

شبرا يعنى عم سيد اللبان ... كان بيعدى علينا يوم بعد يوم ... نسمع رنة جرس العجلة المميز تحت البيت ... شوية ونلاقيه طالع بقسط اللبن ... كهل فى الأربعينات ... طويل ... قوى البنية ممتلىء الجسم ... كان يحب يلاطفنى وأنا طفلة .... كان ليا اسم دلع خاص بيه لوحده ... "يا إتش" ... أكيد اسم شيرين كان صعب عليه! ... ولما كبرت شوية ... ماما كانت قد اقتنعت أخيراً ان اللبن السايب غير صحّى ... فصرفت عم سيد من الخدمة ... وتوقف رن جرس العجلة أمام عمارتنا ... لأننا كنا الزبائن الوحيدين له فى العمارة

شبرا يعنى شارع خلاط ... الشارع الخلفى الموازى لشارع مسرة ... فيه محل الفول والطعمية القديم ... مازال موجود حتى الآن ... لكن أنا اللى نظرتى لمحلات الأكل من ناحية النظافة اختلفت تماماً فأصبح من العسير ان اتوقف أمام مثل هذا المحل ... وبعد شارع خلاط وأنت ماشى فى شارع شيرا تلاقى شارع نشاطى ... على ناصيته محل الشوربجى ... محل قديم جداً للملابس وأشياء آخرى مثل شنط المدرسة والأحذية ... هو "بوتيك" بمفهوم الستينات ... يحكى لى أبى ان يوسف الشوربجى... وهو ابن صاحب المحل كان صديقه فى شبابه ... كانا سوياً فى شلة الموتوسيكلات الهارلى ... بابا كان شقى جدا فى صغره ... فى سن السادسة عشر تقريباً كان يمتلك موتوسيكل هارلى دافيدسون ... – يساوى ثروة صغيرة هذه الأيام – وكانت الشلة اياها تتكون من خمسة شباب هو سادسهم ... وله صورة قديمة أخذت لهم أمام بوابة الاسكندرية ... كل واحد واقف جنبه الموتوسيكل بتاعه ... كانت رحلة مجنونة قاموا بها من القاهرة إلى الإسكندرية على ظهر الموتوسيكلات!

وتعدى شارع نشاطى تلاقى شارع فؤاد ... يسمونه "فؤاد الوسطانى" لتمييزه عن شارع فؤاد فى وسط البلد ... شارع فؤاد ده بقى مسقط رأس أبى ... عاش طفولته فى شقة فى العمارة اللى فوق الفرارجى دلوقتى ...الشارع الآن هو سوق خضار عشوائى ... مثله مثل شارع بديع وان كان أصغر حجماً ... لكن بابا بيحكيلى انه زمان كان شارع نضيف ... حتى ان فيه فيللا فى أوله موجودة حتى الآن ... بل ان أحد الورثة قام بتوضيبها وإضافة الإنارة على مدخلها المكون من سور حديدى تم تجديده فاستعادت بعض من رونقها القديم ... وان أصبحت تبدو كقطعة من فيلم أبيض وأسود قطعت ولزقت فى منتصف فيلم من أفلام المقاولات ... حيث عربات الخضراوات والفاكهة تستند إلى سور الفيللا فى مشهد عجيب ... والشارع نفسه يصعب مرور السيارات فيه ... بعكس ما يحكيه بابا عن أيام جدى ... الذى كان يملك السيارة الوحيدة فى الشارع مع سيارة أخرى لا أعرف من كان يملكها ..
كان هذا آخر ما كتبت من ذكرياتى عن شبرا ... لا أعرف حقيقة ان كنت سأكمل الحكاوى أم لا
:لكن دعونى أقول
للحديث بقية إن شاء الله

6 comments:

sousou said...

معرفش ليه وانا بقرا الجزء ده تخيلت حفيدتك و هى بتحكى عن مسقط رأسها: "ماما كانت تقوللى الاعلانات عنها كانت ما بتبطلش ,كانت فى وقت الشباب مكانش لاقى شقق و لا عارف يسكن ,كانت حلم كل اللى بيحلم و لسه محلمش ,كانت مدينة عالمية على أرض مصرية,كان اسمها مدينتى

:))))

Anonymous said...

أحب أضيف لمعلوماتك عن شبرا .. إن من مواليد شبرا :على الكسار و يوسف شعبان....و داليدا .. اللي هاجرت فرنسا بعد ما كبرت
يمكن علشان وقتها ماكانش لسه فيه مدينة نصر
:p
لا و كمان اللي لحنلها أغنيات (سالمه يا سلامه) و (حلوه يا بلدي) .. كان بليغ حمدي .. اللي هو برضه من شبرا
و تحياتي

Babyblue said...

wallahy ya sassou lessa kont basma3 e3lan madenty dee 3al FM el sob7 wana gaya ... ETNA2AAAAAAAT :/

Babyblue said...

SAMEH,

dee awel marra asma3 el ma3lomat dee ... ... laken mawdo3 Dalida da kont 3arfah, wadeef 3alaih kaman enaha kanet fee madrasty, el ra3y el sale7 :)))
ana lessa gaya mn Paris w shoft el medan elly b esmaha henak "Place Dalida" w feeh temthal leeha :)
fananeen kteeeeer awy kharago mn shobra ... w ana mesh akherhom akeed :P

يصبحك بنعيم الله said...

merci 3ala el goz2 el rabe3...we insha2allah fih ba2eyah...m3aki le7ad mat3azelli men madinet nasr:D
bas ana mela7za 7aga 3'areeba....zekrayatek kollaha mafihash atfaal men sennek....kolohom dayman kobar bemara7el 3omreya was3a....mefakarani be na3eem el walad el so3'ayyar beta3 film Ba7eb el Sima. 3akss tofoulty masalan elli kanet kollaha west 3eyal el 7ettta....we welad 7'alet 3eyal el 7etta...we dyouf we as7ab we zamayel we gran 3eyal el 7etta....3eyal fe 3eyal ya3ni.
teftekri dah bey2assar fe sha7'seyet el ensaan?

Babyblue said...

Mal7oza mohemma gedan ya Maha,

Ana bent wa7eeda, maleesh ekhwat ... w mn 7azy el say2 en makansh leya arayeb wala giran mn senny khales ... da taba3an khalany shakhseya entwa2eya gedan wana soghayara ... taba3an da ekhtalaf delwa2ty tamaman ... bas akeed kan sabab ra2eesy fee takween shakhseyety ... yemken kan sabab enny bahtam bel details awy, la2eny kont sakta gowa nafsy, 3amla zay kamerat el mora2ba, batfarag wasma3 w bas, mafeesh 7ad akalemo, fa bakhazen kol el ma3lomat gowaya. ... eh galset el ta7leel el nafsy elly 3amlenha dee? yalla emshy ... enserfy!