Tuesday, June 26, 2007

بنت من شبرا - الجزء الأول

طول عمرى عندى ولع خاص بتاريخ الجغرافيا ... أو جغرافية التاريخ

القصص اللى ورا الأماكن

قصص ناس عاشت فى البيوت والشوارع والمحلات

أكيد سابت بصمات

جزء ليس بيسير من ذكرياتها متعلق زى ذرات الغبار على سطح الأماكن دى


وفيما يلى مجموعة خواطر
عن أماكن وأشخاص
شوارع وحواديت
ناس عشت وسطهم
وعاشوا جوايا
حياتهم نفسها
شكلتنى
لونتنى
خلتنى أنا

أتكلم عن شبرا
مسقط رأسى ومهد طفولتى وملعب صباى
لقطات أراها فى خيالى بالأبيض والأسود
زى أفلام الستينات
زى صور أبى وأمى فى شبابهم
ومع ذلك فهى لقطات لها لون وطعم ورائحة
لقطات من زمن تانى
بحس أنه زمن واحدة تانية مش أنا

ابتدى منين الكلام عن شبرا؟
شبرا دى جمهورية لوحدها ... محافظة جوة محافظة القاهرة
مجموعة من الدويلات الصغيرة ... بيربطهم ببعض شارعين طواااااال قوى ... كل واحد فيهم اتجاه واحد .. شارع شبرا للخروج حتى النفق ... وشارع الترعة (الترعة البولاقية) للدخول حتى ما بعد ميدان فكتوريا


وشبرا يعنى بيوت قديمة ... فيها عراقة وأصالة تحسسك بالحنين لأيام عدت وناس غابت
بلكوناتها ذات الأسور الحديدية المتداخلة وسقف أرضياتها المزخرفة بعناية ... وشبابيكها من ذوات الشيش العريض المرتفع ... وسلالمها ذات الأسوار الحديدية ايضاً والدرابزين الخشبى ... والتيجان الزخرفية على قمة كل عمارة ... لو كنت شفت فيلم "أحلى الأوقات" هتعرف أنا بتكلم عن ايه


البيوت دى كان منها كتير فيلات قديمة, تم تحويلها إلى عمارات صغيرة من قبل الورثة ... ورثة بشوات وبكوات وأجانب ... بابا بيحكيلى ان شبرا زمان كانت أكثرها فيلات وقصور وجناين

شبرا يعنى بيت من تلك البيوت... بيتى ... فى شارع مسرة ... واحد من الشوارع الكبيرة المتفرعة من شارع شبرا ... يمتد غرباً حتى الكورنيش ... مروراً بسوق روض الفرج الشهير – سابقاً ... بيتنا فيه عشر طوابق ... كل دور شقتين ... كل شهر الخواجة أرنست – وهو لبنانى الأصل لكن كل الناس بتقوله "خواجة" – كان يبعت المحامى يلم الإيجارات ... حوالى خمستاشر جنيه من كل شقة ... بابا لما اتجوز كان مرتبه حوالى ستين جنيه .... أحسب أنت النسبة وأنت تعرف قيمة الشقة ... آه ه ه ه ... والشقة .... يا سيدى ع الشقة ... أربع حجرات وصالة ... "يرمح فيهم الخيل" زى مبيقولوا ... يعنى بمقاييس زماننا ده تبقى بالظبط فيلا محندقة


شبرا يعنى ذكريات طفيفة عن المترو القديم ... الترمواى طبقا للهجة المحلية أو الترام طبقا للهجة الإسكندرانية ... كان بيمشى فى شارع شبرا عكس اتجاه السيارات ... وكانت أمى تاخدنى من ايدى وأنا لسه فى حضانة ونركب فى عربة من العربات المتأرجحة البطيئة ... كنت أحب قوى أمسك فى العامود وسط العربة وأبص من الباب المفتوح على العربيات اللى ماشية عكسنا ... دلوقتى بقيت حاسة ان حياتى نفسها هى الترام ده ... ماسكة فيه وماشية عكس الناس كلها! ... المهم ... أنزل مع أمى فى محطة الدوران عشان أروح مدرستى ... نمشى فى الشارع الصغير اللى جنب سور المدرسة ... بيسموه شارع المصطوصف ... كلمة غريبة ... المصطوصف شىء زى العيادات الخارجية فى المستشفيات ... مجموعة من العيادات لتخصصات مختلفة ... لكن المصطوصف كلمة يظهر انها مقصورة على عيادات الناس الغلابة ... والمصطوصف ده كانت عملاه مدرستى ... كانت بتديره الراهبات ... خدمة مجتمع للناس الغلابة ...

شبرا يعنى مدرسة الراعى الصالح ... مدرستى ... وبناتها باليونيفورم المميز ... جيبة كحلى وقميص أبيض وكرافتة حمرا ... اللى كان بيخللى بنات شبرا الثانوية والمدارس المجاورة يبصولنا بمزيج من الحقد والغيرة بجيباتنا العايقة اللى فوق الركبة واللى كانت بتخللى أولاد شبرا الإعدادية والتوفيقية الثانوية وغيرهم يزفونا معاكسات فى الطريق من البيت للمدرسة وبالعكس ... وراهبات الراعى الصالح بزيهم المميز ايضا اللى شبه الدريل الكحلى وغطاء الرأس الكحلى

شبرا يعنى شارع طوسون ... طوسون ده كان باشا طبعا ... على الناصية سوبر ماركت النيل 2000 اللى محدش بيدخله ... وكاربت سيتى ... وتمشى لنص شارع طوسون تلاقى بتاع الرقاق ...الملفوف فى ورق بنى زى اللى كنت بجلد بيه كراساتى زمان ... اللى بابا كان بيجبلنا منه كام لفة كده فى رمضان عشان صوانى الرقاق باللحمة المفرومة وأكلتى المفضلة: الرقاق باللبن :) ... وشارع طوسون ده كان لازم نعديه بالعرض كل يوم وبابا موصلنى المدرسة بالعربية لأن شارع شبرا كان اتجاه واحد فكان لازم "نخرم" من ورا ونطلع من الشارع اللى على ناصيته بنك مصر وكشرى عرفة قدام المدرسة على طول


شبرا يعنى كشرى عرفة قصاد مدرستى ... واللى شهدت لنا الدفعات الأصغر مننا كلها بالتفوق والريادة فى تحدى مبادىء وآداب مدارس الراهبات المعهود – على الأقل وقتها كان معهود – يوم ان طلبنا "هوم دليفرى" وقت البريك ل 10 علب كشرى بالدقة! ... وكشك الحاجة الساقعة اللى جنب كشرى عرفة ... اللى عنده جميع أنواع المياه الغازية والعصائر حتى اللى شركاتها غالبا فلست وقفلت من 50 سنة ...حتى قزايز ال"سبيرو سباتس" بعلامة الدبانة اللى كانت بتظهر فى أفلام الأبيض وأسود ... لونها أحمر قانى ... تحس بعد متشربها انك واكل ولادك عالغدا ... يعععععععع !

شبرا يعنى شارع بديع ... وهو عبارة عن سوق خضار عشوائى ... مجرد تجمعات متناثرة من باعة الخضار والفاكهة ... وبسببهم من العسير مرور السيارات ودائما هناك أزمات مرورية ... وبتتفرع من شارع بديع حارة صغيرة فيها ميكانيكى الفولكس اللى كنت باروح مع بابا عنده عشان يصلح عربيته الفولكس ... بابا طول عمره كان "ركّيب" بيتلز ... يبيع واحدة ويشترى غيرها .. عدّى عليه حوالى 15 عربية بيتلز ... من موديل 51 لحد 74 ... عشان كده كان مبسوط قوى لما كبرت ودخلت الجامعة وجه وقت تنفيذ وعده ليه بعربية صغيرة فطلبت منه بيتلز ... فأصبح عم حامد- الحرامى زى ما بابا بيقول – هو الميكانيكى بتاعى بعد ما بابا اعتزل البيتلز وخضع لإلحاحات أمى بإقتناء سيارة حديثة ... والاستعاضة عن تكييف البيتلز المتمثل فى الشبك الصغير المثلث فى طرف نافذتها بتكييف حقيقى يعمل بالفريون وليس حسب هوا ربنا ... وبتتفرع من شارع بديع حارة صغيرة تانية فيها فرن العيش ... كشك أخضر كان بابا ساعات يعدى عليه لما الكسك بتاع شارع شيكولانى يكون قافل أو شطب العيش ...

شبرا يعنى شارع شيكولانى (اسمه كمان كتشنر - اسم انجليزى لشخص ما - أو شارع المستشفى) ... تلاحظ ان معظم أسماء الشوارع فى شبرا ليها طابع أجنبى ... بابا بيحكيلى انها زمان كانت مليانة جريج - يونانيين يعنى - وأرمن ويهود ... وشارع شيكولانى – ساعات بينطقوه شوكالانى – هو شارع كبير بيقطع شارع الترعة بالعرض عند البنزينة ويكمل حتى المستشفى ... الشارع ده زمان كان أميز حتة فيه عند فرن العيش اللى الناس كانت تقف عليه طوابير طويلة طلبا للعيش البلدى السخن الطازة ... قبل ما نعرف العيش الشامى والريتش بيك ! ... وقريب من الفرن كانت المطحنة اللى أمى كانت تطحن فيها السكر ... وفى أول الشارع من ناحية شارع شبرا مكتبة صغيرة كنت باشترى منها فى طفولتى قصص المكتبة الخضراء (لسه فاكرة شكل غلاف قصة الحصان الطائر) وفى سن أصغر كان بابا يشترى لى القصص الصغيرة ذات الغلاف الأحمر والخط العريض أم ربع جنيه ... وكان عشان يشجعنى على القراية يقوللى "لو قريتى القصة كلها وحكيتيهالى هزودلك المصروف" ... أو كان يوعدنى بقصص أكتر .... وهكذا ... ولما كبرت شوية كنت أشترى من نفس المكتبة قصص رجل المستحيل وملف المستقبل

...


البقية فى الحلقة القادمة إن شاء الله

17 comments:

Unknown said...

You made me like: " I wanna go Shubra now!"

I loved your details, the image you drew and the feeling you transfered to me..

Elmesaharati said...

wahshtni shoubra Awi Awi , feen shoubra we ayamha ?!!!!!!!
ya ALLAAAH , kanet ayaam , wahashni elkoshari we elfool we elt3myah wahashnii gam3 elkhazendar we rood elfarag ......
alebti 3layah elmawag3
very nice post , i had a grate time reading it , i traveled thought space and time during my reading, waiting for the next part , also waiting for more recent picture fro shoubrah , i wounder how does it look like now
thanks again and have a nice day
mohamed

Anonymous said...

الله عليكي
و الله من جمال البوست ده ، قريته أكتر من مره
أنا حاسس إنه مش مجرد كلام مكتوب .. ده عباره عن شريط سينمائي بيلف قدامي
حاجه كده زي ما تكون فيلم تسجيلي
على فكره، أنا كان لي الشرف إني إشتغلت فتره في شبرا .. في شارع إسمه جزيرة بدران
و برغم المسافه اللي كنت بأضربها كل يوم رايح جاي.. بس كنت بأستمتع جداً و أنا بأتفرج على الشوراع و البيوت و الناس .. كنت بأحس إني عايش جوه فيلم لنجيب الريحاني ..طبعاً مع إختلاف بسيط
الناس بقت كتيييير أوي
أجدع سلام لشبرا و أهل شبرا
:D

Sara said...
This comment has been removed by the author.
sousou said...

أنا عندى ليكى أكتر من تعليق لا تحتمله مساحة التعليقات هنا,عشان كدة حكتفى انى أقوللك مبرووووووووك
بجد اللى مكتوب ده مميز جدا يرقى لمستوى المحترفين...فى انتظار البقية

мїяάЖάгїм ™ said...

hayel ya Shereen.. bgad

I've never been to Shoubra, but the image you transfered through ur memory is quite enough..

keep it up & waiting for the second part ;)

Babyblue said...

Dear ALL,

I'm more than HaPpPpPpY with your comments on this post :) ... not just because it is "MY" post ... it's also Part of who i am, how i lived, where i grew up ... this post - and the coming ones isA - is everything that i AM now.
I left Shobra 3 years ago to Nasr City, it was practically like "imigration" ... not just that u live on a different standard, but your whole views of life simply changes ... i never realized how much a different person i became until i went back to shobra a month ago, stayed in the same old appartment where i was born, strolled around the streets i grew up roaming, bought stuff from the same shops, spoke to the same shopkeepers... but, may be that topic will be a seperate post isA

abderrahman said...

من أفضل ما قرأت منذ مدة...
أشكرك يا بيبيبلو
حسيت بالموضوع قوي
انا مولود في شارع خلف شارع المستشفى
:)
كتشنر ده كان قائد انجليزي سيء الصيت
وكتير كنت ببقى في بيت جدتي في شارع الترعة
:)

محدش يعرف قيمة شبرا غير اللي اتولد فيها
شبرا دولة ... أو عالم خاص

Redhat said...

جميل جميل جميل
الغريبة ان اصحابى فى شبرا بعضهم يهيم بها عشقاً و البعض الأخر ما كانش قادر ينتظر حتى يخرج منها .... انما يجب ان الواحد يعترف انها من الأحياء التى لها طعم خاص

Anonymous said...

ياااااااااااااااااااااااااااا
حراميه سرقتى قلبى ودمعتى عينى بذكرياتك وبحكاويكى انا يا ستى زيك شبراوى حتى النخاع سكنت فى كل اجزاء شبرا بدايه من مسرة ثم الخلفاوى واخيرا كليه الزراعة انا تنقلت كذلك بين مدارس شبرا بدايه من ايزيس الخاصة ثم شبرا الاعداديه ثم التوفيقية.....حتى اصحابى فى كليه الاداب ايام الجامعه كانوا كلهم شبراوية وكمان منسق مدونتى محمد السروجى شبراوى....اتمنى انك تزورى مدونتى المتواضعه ونتواصل مع حكاوى شبرا عنوان المدونه هو
http;//www.rohelfeda.blogspot.com

أُكتب بالرصاص said...

شبرا

الله على شبرا

ممكن أضيف

شبرا
يعني مسجد سدي بدران ، ومسجد أنجه هانم
وشارع ابن الرشيد
شبرا
يعني كوزموس بتاع البواجير
يعني كنيسة مسرة
يعني اتوبيس 81 و 82
شبرا يعني
شارع خلاص وحادثة الانابيب الشهيرة
شبرا يعني قسم شبرا
مدرسة التربية الحديثة



وتحيا مدرسة شبرا الاعدادية بنين

Anonymous said...

يااااااااااه
شبرا بالنبة لي يعني وطن
زي البحر لطيور النورس
زي العش للعصفور
فاكر من زمااان وأنا خارج من مدرستي
ومستني عيونها تمر
وأشوفها
بس أشوفها
وأقلها ألف كلمة برموشي
وأوصل لها ألف إحساس بسكوتي
كنت بأخرج من شبرا الثانوية وألف في طوسون لغاتية ميعاد خروج روض الفرج بنات
وألمحها
وأحضنها
وأدفنها بعييييييييد جوا قلبي
وهي بعيد عني
بتتمتع بلمسات عيوني
وتحضني هي كمان من بعييييييد
ومرت السنين
وكل واحد فينا شاف طريقه
هي بقت مدرسة
وأنا بقيت دكتور
وكل واحد عاش قصة حب تانية
وتالتة
ورابعة
بس لسه مشتاق لنظرتها
ماتت بينا الأيام
وعاشت الذكري
وعاش معاها..
شارع...شبـــرا

Anonymous said...

اخ منكم يابنات الراعي الصالح دوختونا زمان وراعين دلوقت تفجروا الذكريات وعلي فكرة شارع شبرا وشارع الترعة كانا اتجاهين وبدا التعديل المروري باتجاه واحد في يناير 77 وتاني يوم قامت الانتفاضة وطبعا علشان انت بنت مالكيش ذكريات زيي هي كل حواري وشوارع شبرا من الافضل للعطار من ابن الرشيد الي جزيرة بدران الي ارض الكلية اللي هي خلف كلية الهندسة الي ضارع المنظرة وسينما شبرا وشينما الجندول الصيفي مكانها الحي دلوقت وسينما الامير هي خلوصي وكفاية كده واشكرك

امواج البحر said...

سلام عليكم
بصراحة حكاويكي عن شبرا جميلة جدا وفكرتني بشبرا بس في الحلقة الجاية بتاعتك ياريتك ماتنسيش تكتبي عن مدبولي قاسم وكمان سعد حسن لو تعرفيه بتاع الجيلاتي اللي في شارع شيكولاني وكمان مستشفى شبرا العام ( كتشنر )
ولو جدعة قولي مين هو كتشنر
وسينما شبرا بالاس وبن السلام لو تعرفيه هههههههههههه
وكل سنة وانتي طيبة وسلامي لكل شارع ورصيف في شبرا

Anonymous said...

Where is the second part of your blog about shoubra

Anonymous said...

el kalam gameeeeeeeel gedaaaaaan we wasef " SHUBRA MASR " wasf ra2e3 gedan msA ........ we 3aiz 2a3raf 2ay 7ad Kan fi el Tariba el 7adisa " PLZZZZZZZZ we da maily TheOne_4994@hotmail.com

Anonymous said...

The аrticle оffers verified useful to me. Іt’s extremеly uѕeful аnd you гeallу are certаinly vеry knoωledgeable of this tyрe.
Υou get opened my peгsonal eуes tо numеrous thoughts about this ρarticular matteг together wіth interesting
and reliable аrticles.

Feel fгee to vіѕit my ѕitе Buy Valium